اطفالنا ما بين المطرقة الطلاق والسندان الحرمان

mainThumb

16-11-2017 10:37 AM

 نعلم أن كل همّ الآباء والأمهات أن يروا ابنائهم وبناتهم كبروا وأصبحوا مؤهلين للزواج لتنتهي رسالتهم الأبوية في إنشاء مجتمع مثيل لهم ،كالمجتمع القوي والصلب يتجاوز الصعاب والمحن والصبر وحسن المعشر والأحترام المتبادل ، يريدون أن يكونوا في ييوتهم آمنين مستقرين مكونين أسرة تتمثل بالعائلة المتفاهمة يكثر فيها الأبناء على أعتبار أن الأجداد يحبون أن تكثر العزوة وبالذات الذكور وتكثر فيها النسب والمصاهرة ، وخلق بيئة جديدة فيها كل المعايير التي تناسب العرف والتقاليد والأخلاق الحميدة واكتساب أجمل الطباع المتوارثه كالطيب والكرم والعلم والدين . 
لكن في الآونة الآخيرة أرهقت كلمة (طلاق ) في كل أسرة ، أصبحنا نلاحظ أن كل بيت لا يخلوا من حالة طلاق واقعة ، ومن المؤلم أن تعود الأبنه الى بيت أهلها ومعها حقيبتها في أول سنة زواج وكذلك الأبن لتكثر عليهم القصص والإشاعات وليصبحوا حديث للناس عن سبب هذا الفشل ، و حتى مع مرور سنوات على الزواج يأتي القرار الطلاق وبعد كل المحاولات بأستمرار الزواج لتصل الى نهاية طريق مسدود ، ولتكثر ملفات القضايا وجلسات في المحاكم و في عنوان عريض لكن لا يصلح أكثر من كلمتين فشل الزواج  بين قوسين (طلاق ) .
 
بعيد عن كل أسباب الطلاق فالأردن كما يعرف أنه الأول عربيا  ، وأن ما يحزن أنه يأخذ هذا القرار على محمل الخلاص وأنتهاء المرحلة بدون دراسة ولفت الأنتباه الى الأبناء لتبدأ معاناة من نوع آخر  ، فيقع الابن في واحة الحرمان يا أما من قبل الأب او الأم ،فثقافة الحرمان هذه جديدة كالحرمان رؤية الأبن الأم أو العكس ومحاولات الإمتناع بوضع العراقيل بعدم حصول هذا اللقاء  ، وحرمان الحنان والشعور بالنقص ليقوم الطفل ببحث عن عاطفة أخرى تشبه عاطفة الأب او الأم  مما يؤدي الي تكوين شخصية جديدة للطفل بعيدة عن الآمال التي كانت ، وأن أكثر ما يجول في الخاطر مناظر اصطحاب الأبناء الى المحاكم فقط لرؤية الأب والأم وكأن ليس لهم مشاعر وأحساس وهم يقفون أمام القاضي ليعطي تصريح اللقاء  ، وأيضا التلاعب بمشاعر الطفل بتكوين أفكار سلبية عن الأم والأب وبالنهاية يذهبون الى دور رعاية الطفولة أو للمؤسسات التي تعنى بالطفولة ليقوموا المختصين بواجب تصحيح السلوك  وعلاج الأطفال من ناحية نفسية حينما تظهر عليهم معالم الإنحراف بسبب الأهمال .  
و ما يضيق به الصدر ويؤلم به الفؤاد أننا نربي اجيالاً ليس فيه عاطفة الأبوية ، وعندما نكبر نريدهم سند لنا وعزوة ، نريد حنانهم ونريد نظرة الرحمة بعينهم وأن يلبوا مطالبنا في خدمتنا حتى على أبسط شيء كأحضار كأس ماء مع حبة دواء . 
الكل مدرك تماما ماهو الزواج والمجتمع المنفتح سهل معرفة الطرف الآخر ، ليس من الصعب اكتشاف الشخصية ودراسة هل يناسب الآخر و إلتماس عذر زواج الاقارب أو ما يعتمد به على  الراتب والوظيفه والمؤهل العلمي والحالة المجتمعية .
 
ومع هذا نتسائل بيننا وبين نفسنا لماذا كان في زمن أبائنا وامهاتنا هناك زواج ناجح بالرغم من صعوبة الحياة  وقلة الرفاهية ، ويدوم الزواج الى أكثر من خمسين عاما وهم بقمة الأحترام وحسن المعشر وطبعا لابد أن مروا بمشاكل لكن الحكمة كانت موجودة ،  لن يكون هناك أجمل من التغاضي عن كل المشكلات لأجل ضحكة طفل ولأجل بيت مستقر ليتنازل كلا الزوجين عن كبريائهم ، خطوة الزواج ليست بسهلة لكن هذه الأيام ما يسهل به نطق كلمة الطلاق ، وأن أبغض الحلال الطلاق 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد