مٶكد ليست زوبعة في فنجان - سعاد عزيز

mainThumb

18-11-2017 10:24 AM

يبدو واضحا على الخطاب الامريكي ـ الاوربي إتجاهه لتشدد غير مسبوق و إقتران ذلك بموجة جديدة من العقوبات و الاجراءات الامريكية ـ الاوربية الموجعة لإيران، وبطبيعة الحال فإن الاخيرة تنظر بما هو أبعد من القلق لكل ذلك خصوصا وإن دول المنطقة أيضا تركب و تواكب تلك الموجة و تدعمها بكل الطرق، وما يدل على حساسية و خطورة الاوضاع بالنسبة لإيران، كثرة الاجتماعات النوعية السرية الجارية في طهران من أجل دراسة هذه الحالة الجديدة المختلفة عن كل الحالات السابقة.
 
النظام القائم في إيران و المثير للجدل إقليميا و دوليا، تجاوز العديد من الكماشات و الكمائن الدولية و أفلت منها و بقي طوال قرابة 40 عاما واقفا على قدميه برغم كل الصعاب و المشاكل و الازمات التي تحاصره من كل جهة، ولاسيما إنه أتقن جيدا عملية إلقاء تبعة مغامراته و مجازفاته على كاهل الشعب الايراني الذي يرزخ حاليا تحت تلال من المشاكل و الازمات الحادة، ل?نه وهذه المرة، يواجه وضعا صعبا و مشاكل عميقة لايمكن أن تحل بإحالتها على كاهل الشعب، ذلك إن إستهداف جهاز الحرس الثوري و تصنيفه ضمن قائمة الارهاب و المطالبة بطرده من بلدان المنطقة بل وحتى تصنيف أذرع تابعة له ضمن قائمة الارهاب، تجعل القيادة الايرانية في زاوية ضيقة جدا يصعب الخروج منها كما كان الحال مع المرات السابقة!
 
الحرس الثوري الذي هو بمثابة الرئة التي يتنفس بها النظام في طهران، ولكونه يهيمن على معظم الاقتصاد الايراني، وهو اليد الضاربة له، فإن إستهدافه يعني مسك النظام من موضع يمكن أن يفقده السيطرة على زمام الامور، والانكى من ذلك إن إستهداف أذرع إيران في المنطقة يعني حرمان الاخيرة من طابورها الخامس وبالتالي ليس صعوبة وانما إستحالة تنفيذ المخططات و الاجندة الايرانية في المنطقة.
 
مايٶلم القيادة الايرانية أكثر من اللازم من هذا الوضع الجديد، هو إنه وفي الوقت الذي يجري العمل فيه من أجل بتر أذرع إيران من المنطقة، فإنه هناك تقارب و إنفتاح دولي و إقليمي ملفت للنظر على المقاومة الايرانية و التناغم النسبي مع الافكار و الطروحات التي تطرحها لمعالجة الاوضاع في إيران، ذلك إن الجدية التي تغلب على التشدد الدولي و الاقليمي مع إيران و هكذا إنفتاح و تناغم من المعارضة الرئيسية الايرانية، تدفع طهران للإعتقاد بأن مايجري هذه المرة ليست مجرد زوبعة في فنجان وان عليها الاستعداد لمرحلة ليست بإمكانها الخروج منها بسلام!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد