طبيعة العلاقة بين الراشي والمرتشي

mainThumb

21-11-2017 10:16 AM

أكتب هذا المقال واصفاً وشارحاً بعض حالات الرشوة وشراء الذمم التي تحصل في هذا البلد بشكل عام وفي جرش بشكل خاص وأن هذه الحالات مستمرة وعلى حساب المصلحة العامة من غير سائل ولا مسؤول والغريب في الموضوع سكوت الاجهزة المعنية وكأنها وضعت في اذنيها الاولى طين والثانية عجين وهي ترى وتعلم  علم اليقين..!!!

 
 
ظاهرة الرشوة وثمارها التي نعيشها الان
 
المال والمنصب يعتبران عصب الحياة المجتمعية والاقتصاديّة في جميع المجتمعات المتمدّنة، فالمال والمناصب هم من أهمّ الوسائل والأدوات التي يتمكّن من خلالها النّاس من تلبية متطلبات حياتهم وتحقيق مصالحهم الشخصية والرّخاء الوظيفي والمادي لهم، ولا شكّ بأنّ المال والمصلحة الانانية والشخصية هم أداة ووسيلة لتحقيق مآرب الإنسان ويمكن أن يتحوّل إلى أداةٍ سلبيّة من خلال سلوكيّات فردية واجتماعيّة سلبيّة في المجتمع حيث يلجأ البعض إلى استخدامه من أجل الإضرار بالنّاس أو شراء ذممهم أو الحصول على مكاسب معيّنة. 
مثل استثمار المنصب والمال العام من اجل الانتخابات والمصالح الشخصية وتتمثّل الرّشوة أحد مظاهر الفساد المالي وشراء الذمم الرخيصة في هذا البلد والتي تشكّل خطراً حقيقياً على المال والمؤسسات العامة ومنظومة المجتمع الأخلاقيّة، فما هي الرّشوة ؟ وطبيعة العلاقة بين الراشي والمرتشي وما هي دواعي اللّجوء إليها ؟ وماهي الوسائل والأساليب التي يمكن من خلالها القضاء على هذه الظّاهرة المتزايدة باستمرار ؟ .
تعرّف الرّشوة بأنّها دفع المال أو استخدام السلطة أو النفوذ من قبل شخص أو عدد من الأشخاص إلى جهةٍ معيّنة قد تكون فرداً أو مؤسسة أو شركة أو اشخاص لهم اجندة خاصة ومصالح مالية وسياسية ونظرة مستقبلية  ومكونات وتجمعات لها مآرب أخرى  قد تكون حقيرة من أجل الحصول على مكاسب غير مشروعة، أو تولّي منصب ووظيفة معيّنة، أو لتسويغ التّهرب من التزاماتٍ مالية أو قانونيّة  في المجتمع الذي يعيش فيه هذا الفاسد .
 
 هذه الرّشوة قد تأخذ أشكالاً وطرق  كثيرة، فقد تصدر الرّشوة من قبل أيّ فردٍ من أفراد المجتمع مثل موظف حقير يرشي شخص صغير بصوته ووقفته معه وبث الاشاعات والكذب والتلميع في حملته اثناء الانتخابات من أجل تحقيق مصلحة آنيّة ووظيفية مادية له كأن يتم نقل احدهم وهم كثر من عالم الخضار الى عالم التلميع والاحتقار وتصوير الصغار ويكتب عنهم كبار ويقول ( بعدستي)، وبالنسبة للشخص الذي  يكون مرشح  يريد انتخابه مرة اخرى وتكون من خلال شخص مريض وبلا ضمير وغير سوي وتأخذ طابع الرّشوة التي يقصد منها تحقيق الحصول على منصب عام  في البلد من خلال تولّي مناصب معيّنة مثل عضو في احد المجالس أو رئاسة بلدية وتفتح له المجال في توصيله لمناصب اكبر مثل مقعد في البرلمان أو أمين عام أو حتى وزير أو غير ذلك وهذه أحلام وأوهام بطلها شيطان.
 
وتكون ايضاً من قبل وقوف شخص عنده شركة مقاولات ويريد مقابل هذه الوقفة الرخصية أن تكون حصة الاسد في هذه المؤسسة العامة من العطاءات والمشاريع له ولشركته إن لم تكن الوحيدة ويكون هذا كله على حساب المواصفات وجودة العطاءات وقد يحصل هذا الان وفي الوقت الذي فات. 
 
وتكون ايضاً مقدمة على اشخاص بسيطين من المحتاجين وبطريقة الاستغلال لحاجتهم وقد تم اطلاق الوعود والأيمان لهم في التعيين وهذا ماقد حصل بالفعل.
 
وتكون ايضاً مقدمة على شكل تعبيد واستحداث الطرقات وبناء الجدر الاستنادية ووحدات الانارة على حساب شراء الولاءات وكسب الأصوات.
 
وتكون ايضاً على بعض الموظفين الرخيصين والانذال الذين تم نقلهم  وتكليفهم في وظائف متقدمة ذات مردود عالي من الأموال والمكافأت المزدوجة التي لا تعد ولا تحصى وهذا كله قد حصل ويحصل الأن.
 
وتكون ايضاً مقدمة على سبيل الدعم والتزكية من شخص موظف في وظيفة هامة وفي مكان حساس وله مصالح وابعاد مستقبلية (بعد التقاعد) ويوجد بينهم اهداف مشتركة خسيسة وساقطة وهذا ما يحصل الان.
 
وقد تكون ايضاً مقدمة من رجال اعمال واصحاب مطاعم من اجل أن تكون مطاعمهم  فقط في قاموس وبرامج العمل العام والرسمي لمن وقفوا معه على سبيل رد الجميل والدين وعلى حساب المال العام والمصلحة العامة والانحياز لطرف ولسان حال هذا المسؤول يقول مافي غير هذا المطعم وهذا ما قد حصل ويحصل الان.
 
وتكون ايضاً مقدمة وللمصلحة المادية والشخصية من صحفي مأجور وصاحب قلم مكسور من اجل تلميع وتزكية من كان اخر الطابور ويشهد له شهادة زور وهذا ماقد حصل .
 
 وتكون ايضاً مقدمة على سبيل استغلال السطلة والصلاحيات وهذه هي سلبية الانتخابات مثل ترخيص الابنية المخالفة لكل الانظمة والتعليمات ومخالفة كل الاسس وبيع الفضلات على سبيل العطايا والهبات وتأجير الاراضي والممتلكات وبمردود مالي فتات ويسمى هذا كله من قبل الأتباع والأذناب وقت الإنتخابات إنجازات ويكتب الآن عنه في المجلات.
 
وتكون ايضاً مقدمة على سبيل الغدوات والعشوات والسهرات من قبل اصحاب المصالح والمعاملات ورغم كل التجاوزات ومخالفة القانون والاسس والتعليمات تصبح هذه المعاملات منجزة وبلا أي ملاحظات.
 
 
تحريم الرّشوة وشراء الذمم 
 
 
لا شكّ بأنّ الرّشوة هي عمليّة مجرّمة في كافة الشّرائع السّماويّة والأنظمة الوضعيّة،  ولكن الرخيصين والانذال والناقصين لا يعرفون هذا المعنى وقد أكّد الإسلام بشريعته الرّبانيّة العادلة على تحريم الرّشوة وتجريمها تحريماً مؤكداً، ففي الحديث الشّريف عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام اعتبار الرّشوة كواحدةٍ من كبائر الذّنوب التي يستحق صاحبها اللّعن من الله تعالى، والملعون هو مطرودٌ من رحمة الله، وهذا اللّعن ينطبق على الرّاشي الذي يقوم بالرّشوة، والمرتشي الذي يتلقّاها ويستفيد منها، وأيّ شخصٍ يقوم بتسهيل عملية الرّشوة. أسباب واهية للرّشوة يتعذّر الرّاشي بأسبابٍ كثيرةٍ واهية يبرّر فيها لجوئه إلى هذا الأسلوب المجرّم، منها حاجته إلى تحقيق مكاسب ماديّة أو معنويّة أو تعزيز سلطته السّياسية أو الاجتماعية في المجتمع. 
 
 
حلول للقضاء على الراشي والمرتشي
 
 
مسؤولية الدّولة اولاً في تشريع قوانين وتنفيذها تجرّم هذه الظّاهرة وتقضي عليها،  وتحاسب فاعلها حساب فعلي وعملي وفوري فالقانون يجب أن يعاقب كلّ من يشارك في عملية الرّشوة عقاباً عادلاً يرتدع به غيره عن مثل هذه الأعمال وتطبيق معايير الرّقابة المالية المشددة على الأفراد وبخاصّة في المواقع والمؤسسات العامة والهامّة في الدّولة مثل البلديات.
وثانياً تعود المسؤلية على الشرفاء والمخلصين الصادقين في توعية النّاس بحرمة هذه الظّاهرة، وخطورة انتشارها في المجتمع. وكشف ابطالها ومحاربتهم ومطاردتهم في كل الاماكن واعلان الحرب عليهم وعدم السماح لهم أن يظهروا مظهر الابطال وصناع الانجازات التي هي في الاصل مشاريع فساد مالي واداري وشيء اصبح واضح وضوح الشمس والغريب لماذا تم ويتم السكوت عنها الى الأن ولمصلحة منّ وعلى حساب منّ وأترك هذا السؤال لعل الساعات والأيام القادمة تكشف لنا الاجابة الشافية و الكافية.؟
والله على كل شيئاٍ قدير...
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد