اجتماع القاهرة .. مصالحة ام ستكون حلبة مصارعة؟

mainThumb

22-11-2017 12:54 PM

بعد اول يوم من اجتماع الفصائل في القاهرة والكل الفلسطيني ينظر الى هذا الاجتماع بمثابة الحل المنصف لقطاع غزة وانهاء الازمات الانسانية الحالية من كهرباء وحصار وفقر وبطالة وغيرها، لكن صدور بعض التصريحات من قبل المسئولين قد اثارت الشكوك في عملية سير المصالحة الفلسطينية وسير الحوار في اجتماع القاهرة، رغم محاولة المصريين مشكورين في تذليل العقبات امام اي توتر قد يشهد اجواء ذلك الاجتماع.
 
  الاعذار التي خرجت من الجلسات الاولى في الاجتماع الاول والتي تربط رفع العقوبات عن قطاع غزة بتمكين الحكومة هذا الامر اغضب حركة حماس، واثار شكا في استكمال الحوار بين الفصائل.
 
الامر الآخر وهو ان البعض اشار الى ان الحكومة تعيش ضائقة مالية صعبة لن تستطيع سداد رواتب الموظفين في القطاع، وهو ايضا قد يعيق عملية الحوار بين الفصائل، والعائق الاكبر هو رفض البعض تشكيل لجنة من الفصائل لمراقبة تمكين الحكومة، وهذا الامر قد يُخرج الفصائل من حلبة المصالحة الى المصارعة.
 
تصريحات عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل والذي اتهم حركة فتح بانها تريد البحث سوى بملف تمكين الحكومة يثير الريب في سير المصالحة في القاهرة، وايضا تصريحات سامي ابو زهري الناطق باسم حماس الذي انتقد تصريحات الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة قائلا ان حركته تمتلك الشرعية الثورية والسياسية وهذا رد على قول ابو ردينة ان على حماس العودة الى الشرعية، اما تصريحات عزام الاحمد والذي اشار فيها انه سيتم الانتقال  الى ملفات اخرى فور الانتهاء من ملف تمكين الحكومة، ما يضع تساؤلات حول نجاح الحوار القائم في القاهرة.
 
الملف العالق والاصعب بالنسبة للفصائل ولحركتي فتح وحماس وهو ملف الامن وهو ملف شائك قد  يصعب حله، كون هذا الملف قد لا يُرضي البعض في ادراج صفة الشراكة الحقيقية في دمج الاجهزة الامنية من قبل فتح وحماس في بوتقة واحدة، واذا كان هناك تفرد وتسلط بالنسبة لحركة معينة في هذا الملف فهذه المشكلة بحد ذاتها ستفشل المصالحة ، وحماس لن تقبل باقصائها في ملف الامن لانه سيمس سلاحها وهذا السلاح خط احمر بالنسبة لحماس ولكتائب الاقصى التابعة لحركة فتح ولحركة الجهاد والفصائل الاخرى.
 
الشعب لن يغفر لاي فصيل مهما كان قوته ووجوده فهو ينظر الى هذا الاجتماع المفتاح لحل ازماته القائمة، بارجاع الرواتب المقطوعة والكهرباء، ولن يرضى بتاخير هذه الملفات الى حين تمكين الحكومة حسب ما اشارت اليه حركة فتح.
 
مصر حاولت قدر المستطاع تذليل المشاكل بين الطرفين فتح وحماس والفصائل الاخرى، ولكن فصائلنا الموقرة اذا لم تتفاهم على ارض فلسطين وموطنها الاصلي فهل ستتفاهم على ارض اخرى، هل سيخرجون عبر برنامج موحد لا مجزأ ليس لحل ملفات اقتصادية وهموم يومية، بل لحل الازمة الكبرى وهي ذوبان القضية الفلسطينية وتمرير المشروع الامريكي الاسرائيلي بترسيم دولة على الهواء، سويعات وتظهر نتائج الاجتماع اما مصالحة عبر وحدة وطنية حقيقية واما حلبة مصارعة لاستكمال الانفصال الجغرافي بين غزة والقطاع؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد