اسرائيل .. الحلقة الأخيرة‎

mainThumb

25-11-2017 01:31 PM

اسرائيل لا يمكن أن يكون لها وجود بنفسها لأنها تفتقد لمقومات الدولة، وهي منذ أن أنشئت اعتمدت على القواعد التي هيأتها لها الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى والثانية، وظلت مستمرة في إنعاشها ومدها بأسباب الحياة، وإضعاف الوسط العربي حولها لتبقى مستمرة في الحياة على أجهزة الإنعاش الدولية والإقليمية!. وهذ المعنى عبر عنه القرآن الكريم بالآية: ..* ضُربت عليهم الذّلة أين ما ثُقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس....* صدق الله العظيم.

 
فالله سبحانه منحهم فرصة العلو ليس لأنهم أهلا له بل لأن أهله تركوا الدفاع عن دينهم وحضارتهم وثقافتهم الخيرة، التي تحترم انسانية الانسان وتعطيه حقة، أما إمداد الناس فقد وصل ذروته، فالدول الكبرى المؤثرة تدعمها بالمال والسلاح والمواقف السياسية، حتى أن كثيرا من الناس صاروا يظنون أن اسرائيل هي التي تحرك العالم، ثم إن الوسط العربي الرسمي تخلى عن كل شيء لصالح اسرائيل، حتى أن الدول العربية تضيق على الشعوب وتحرمهم من حريتهم وحقوقهم من أجل اسرائيل، وكلها باتت تخضع لاسرائيل إما علنا أو شبه العلن.
 
الآن بعد أن تمكنت اسرائيل من جميع الدول العربية، واتكأت الى القوة العظمى في الكون، أصبحت تتراجع على مستوى المنافسين لهذه القوة العظمى، فالصراع على المنطقة من الدول العظمى يحتم على اسرائيل أن تنحاز حسب مصالحها للدولة الأقوى، وهذا في نظري بداية الانهيار لهذا الكيان الذي قام على الدعم من أول يوم.. فالدول المنافسة لأميركا ستحاول دعم عملائها ليضغطوا على اسرائيل، كونها العضو الضعيف الذي يلتصق بأميركا الآن، التي تنادي بالديمقراطية وتدعم دولة اعتدت على شعب كامل وهجرته وحرمته من أرضه وحريته، في زمن أصبحت فيه الأرض قرية صغيرة، والشعوب تطلع على كل صغيرة وكبيرة تحصل في العالم، وهذا اذا ما تنامى وارتفعت أصوات الشعوب سيحرج الحكومات، وقد ينقطع الحبل الذي تمد به اسرائيل، مثلما ستنقطع الحبال الاقليمية التي أصبحت رثة وأي تحرك شعبي سيقطعها.
 
عدا عن الأصوات في الأوساط اليهودية التي ترفض دولة اسرائيل، وترفض الاعتداء على الشعوب، غير الأمور العقدية عندهم التي تحارب قيام هذا الكيان! كل هذا يضع اسرائيل على القمة في مواجهة المنحدر الرهيب الذي تواجهه بلا مكابح، وبلا حبال من الله ومن الناس، ما يجعل هذا العلو هو الأخير، اذا ما عاد العرب الى رشدهم ودفعوا الباب، لينهوا أمرها. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد