كلمة من آخر السطر ..

mainThumb

01-12-2017 04:20 PM

لا ادري منذ متى اصبحت كلمة فلسطيني تعني عنصرية وكلمة اردني تعني إقليمية ؟؟!! 
فمنذ ان تم الارتباط الذي حصل بين الاردن وفلسطين بتاريخ  ٢٤/ نيسان/ ١٩٥٠ وهنالك جدلية حقيقية بين الشعبين الشقيقين حيث تبنى جناح كبير من ابناء فلسطين رفض هذا الارتباط بل وتخوين من قاموا به وتصفية بعض الداعين له يدعمهم في ذلك اغلب الدول العربية حيث لم يتم الاعتراف به لا عربيا ولا دوليا ولا شعبيا فكانت هنالك الكثير من القرارات العربية التي طالبت بفك الارتباط واعتبار منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين .. على الجانب الاردني كان الشعب الاردني يتسامى على اوجاعه ونكران تضحياته ويفتح ذراعاه للاشقاء ويقتسم معهم لقمة العيش والمصير على امل تحرير الارض وعودة الانسان فكان الارتباط لديه مرحلي ساعد على ولادته حشد بعض الوجهاء والمخاتير ورؤساء بلديات من الطرفين ليأخذ شرعية شعبية ناقصه غير مكتمله  ولكنه جاء وخرج لارض الواقع وافرز تجنيس مايقارب ثلاثة ملايين فلسطيني جردوا من جنسيتهم وسلخوا عن هويتهم فاصبحوا معلقين بين وبين قلوبهم هناك رغم ان الورق والواقع يقول انهم هنا  .. 
 
كان الاردني يراقب بصمت التطورات التي تحصل على الساحة الوطنية .. كان يرى ويسمع كل يوم كيف يتهم بالعنصرية والاقليمية حينما يتكلم عن وطنه وكيانه وهويته الوطنية وكانت حتى مباراة كرة قدم تضع لديه الوطن على المحك .. كان يكتم ذلك تجنبا لايذاء شعور الاشقاء كيف لا والشعب الاردني ولد وخلق قوميا بالفطره امميا بالهم عالميا بالانسانية ولكنه ايضا كان وطنيا متجذرا بامتياز ربما يخفي ذلك عن اشقاءه لكي لايشعرهم بالتمييز ولكنه اضطر لان يظهر ويبرز هذا الشعور بعد ان اصبحت مطالب الاشقاء تتزايد في السعي نحو اردنة كل مايمت للقضية الفلسطينية بصله وتطرح على ساحة الوطن الاردني مصطلحات خلفها ماخلفها مثل الحقوق المنقوصه والانتخاب حسب الكثافه السكانيه والانتساب للاجهزة الامنية والجيش والوزارات ومجالس النواب وحقوق ابناء الاردنيات واغلبهن فلسطينيات مجنسات يستنزفن بتلك المطالب والحقوق مزيد من الديموغرافية الفلسطينية الثابتة على ارض فلسطين الحبيبة .. 
 
نعم لقد احس أهل الاردن ان مجريات الامور في وطنهم تفلت من بين ايديهم وانه تلوح في السماء مشاريع كان يسمع بها عن ترانسفير كبير يحل قضية فلسطين على حساب ارض وشرعية وحق وسيادة الاردني ببلاده ليصبح بقدرة قادر في آخر الفلم هو المشهد التراجيدي وهو الضحية التي ليس لها بواكي .
 
في زمن مضى كنت اذا ناديت الفلسطيني بغير فلسطينيته صرخ بك غاضبا انه فلسطيني واذا طلبت منه ان يحمل هوية وطن آخر قال لك انه لايبدل فلسطين بالعالم اما الاردني فلقد تحمل في داخله عدم التعبير عن نفسه ليس قلة في الوطنيه ولكن احتراما لمشاعر اشقاءه لكي لايشعروا انهم ضيوف او ان يفتح عليهم جراح الغربة ..  فما الذي حصل؟ وما الذي جرى لتتحول الصورة الى غير ذلك حيث اصبح هم الاشقاء اكتساب مزيد من الحقوق السياسية في الاردن على حساب القضيه غرب النهر في المقابل اصبح حال ألاردني لايسر الصديق ولا العدو  حيث وصل لدرجة لم يعد يحتمل فيها اي صمت او مجاملة فلقد زادت الامور عن حدودها الانسانية والقومية والاممية ليكتشف بعد كل تضحياته وصبره واقتسامه للقمه العيش والهم والمصير مع الشقيق ان الجميع يسعى لطمس وجوده والقاءه خلف الزمن وتنحيته عن سيادته على وطنه فانهالت عليه تهم العنصرية والاقليمية كلما هتف للاردن او عبر عن نفسه او طالب شقيقه بان يترك لفلسطين مساحة ما داخل نفسه .. 
 
فاخذ يتسائل وهو يفرك عينيه بذهول : لا ادري منذ متى اصبحت كلمة فلسطيني تهمه تستدعي الغضب ومنذ متى اصبحت كلمة اردني تعني عنصرية او اقليمية او ديناصورات قابله للانقراض في ذهنية البعض ليقال اننا شعب مضياف .
 
وفي الختام انا لا اعتقد ان الاردني يقبل باي شكل من اشكال الوحدة مع احد بعيدا عن الوحدة العربية الجامعه مثلما يرفض بان يكون شعب نخب ثاني في وطنه يتمتع غيره بالمكتسبات والامتيازات والحقوق هنا وهناك ويقبع هو هناك في آخر الصف خلف الفقر والظلم والتهميش ملزوزا هو للزاوية في حين ان الجميع يسبح في فضاءات بلاده والعالم بكل حريه . 
 
ولا اعتقد انه يقبل حتى بان تحل اي قضية في العالم على حسابه وحساب وطنه الصغير الذي لم يعد يتحمل حتى مرور عصفور صغير فوق سماءه .
 
مواطن اردني من إحدى شعاب هذا البلد الصامد


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد