تلولحي يا دالية‎

mainThumb

09-12-2017 11:01 AM

 أحيانا تنتقل دلالات الألفاظ والتراكيب اللغوية بفعل التغير في حياة المجتمعات البشرية، أو تتطور الدلالة مع تطور المجتمع، فتكتسب معنى غير الذي كانت تعنيه.

 
تعبير "تلولحي يا دالية"، كان بداية لأغنية شعبية تغنى في زفة العريس تحديدا في بلاد الشام، ثم استعملت على نطاق ضيق بأن تطلق للتهكم على شخص نحيل الجسم يتمايل في مشيته كأنه عود عنب. ثم في السنوات الأخيرة صار بعض الناس يستخدمونها للتهكم على الواقع العربي او الواقع الوطني أو الاجتماعي، حيث أن المواطن العربي يرى من القصور والاهمال للمواطن وحقوقه، ويرى أنه أيضا يتأكد يوما بعد يوم أن الحكومات التي تدعي أنه ترعاه، وترفع من مقامه وتثأر لكرامته، ما هي إلا عدوة له تلبس له لبوس الصديق، وأنه يغوص في الاذلال والقهر حتى أذنيه، وإذا سمع هذا المواطن الكلام الكبير والفعل القليل، أو الفعل يعاكس الكلام تماما، تنهد وقال: و"تلولحي يا دالية".
 
أيضا تدل على نداء العاجز الذي يناجي الدالية كي "تتلولح" وتقترب منه مسافات طويلة، دون أن يحاول هو التسلق لها وجني ثمارها اللذيذة، الكلام والمناداة لا تجعل الدالية تقترب، وكما قالوا: لابد دون الشهد من ابر النحل، الانسان لم يخلق ليؤدي دوره البيلوجي، بل هناك معانٍ تتطلبها منه انسانيته، كالكرامة والعزة والعيش المحترم والتطلع الى معالي الأمور، لا أن يكتفي الانسان بالأكل والشرب، كأي كائن!!....
 
التعويل الآن على الشعوب التي أصبحت وجها لوجه مع الكيان الصهيوني الذي اغتصب مقدساتهم وأرضهم، وكيانهم السياسي، وكرامتهم، فالأنظمة كما ترون ليست لكم، ولا تدافع عن قضاياكم، هي وجدت من أجل ترويضكم للقبول باسرائيل، وكل ما يطفو على السطح من تحركات ترضى عنها الأنظمة، هو محسوب ويصب في خانة الترويض، وعلى الشعوب أن تباشر قضاياها بنفسها، تنشئ أجيالها بقصد الدفاع عن كرامتها وعزتها، ولا تعوّل على الأنظمة الخجولة، التي إن لم تكن متواطئة، فهي أضعف من أن تجهر بعداء اسرائيل وأميركا.
 
 وإذ بقيت الشعوب غير واعية على واقعها، وتنجر لما يخططه لها أعداؤها، فعندها حقا لم يبق لنا ما نقوله غير " تلولحي يا دالية".


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد