أسباب تفوق الصين تكنولوجياً

mainThumb

09-12-2017 03:49 PM

السوسنة - تعتبر الصين أكبر سوق للتجارة الإلكترونية في العالم وتمثل أكثر من 40% من المعاملات العالمية، وتأتي بين أفضل ثلاث دول في مجال استثمار رأس المال المغامر في صناعة المركبات الذاتية-القيادة، والطباعة الثلاثية الأبعاد، والروبوتات، والطائرات بدون طيار، والذكاء الاصطناعي.
 
كما أن واحدة من كل ثلاث شركات بادئة تتجاوز قيمتها مليار دولار أميركي على مستوى العالم صينية، ويحتفظ مقدمو خدمة الحوسبة السحابية في الصين برقم عالمي في كفاءة الحوسبة. وفي حين تدير الصين عجزا تجاريا في الخدمات عموما، فإنها كانت مؤخرا تدير فائضا تجاريا في الخدمات الرقمية يصل إلى 15 مليار دولار سنويا.
 
يدفع التقدم الباهر الذي حققته الصين في الاقتصاد الرقمي عمالقة الإنترنت، مثل علي بابا وبايدو وتينسينت، التي تسوق خدماتها على نطاق هائل وتجلب نماذج أعمال جديدة للعالم. وتضم هذه الشركات الثلاث مجتمعة نحو 500 مليون إلى 900 مليون مستخدم ناشط شهريا في قطاعاتها المختلفة. وقد تيسر صعودها بفعل التنظيم الخفيف، أو ربما المتأخر إذا تحرينا الدقة. فعلى سبيل المثال، حددت الهيئات التنظيمية سقفا لقيمة التحويلات المالية على الإنترنت بعد 11 سنة كاملة من تقديم "أليباي" للخدمة.
 
والآن تستخدم هذه الشركات مواقفها للاستثمار في النظام البيئي الرقمي بالصين ـوفي الكادر الناشئ من رجال الأعمال المثابرين الذين تُعرَف بهم على نحو متزايد.
تعتزم حكومة الصين تنفيذ خطط كبرى لدعم مستقبل البلاد كقوة عالمية رقمية. وقد أسفر برنامج الريادة والإبداع الجمعي الذي يقوده مجلس الدولة عن نشوء أكثر من 8000 شركة حاضنة. كما وفر برنامج صندوق التوجيه الحكومي التابع للحكومة ما مجموعه 27.4 مليار دولار لرأس المال الاستثماري ومستثمري الأسهم الخاصة -وهو استثمار سلبي ولكن مع حوافز الاسترجاع الخاصة.
 
وتعمل السلطات الآن على تعبئة الموارد لاستثمار 180 مليار دولار في بناء شبكة المحمول من الجيل الخامس في الصين على مدار السنوات السبع المقبلة، كما تدعم تطوير التكنولوجيا الكمية.
 
كما أصدر مجلس الدولة إرشادات توجيهية لتطوير تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي، بهدف جعل الصين مركزا عالميا للإبداع في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030. وربما تكون مدينة شيونجان، وهي قيد الإنشاء الآن، أول "مدينة ذكية" مصممة للمركبات الذاتية القيادة. وفي إقليم قوانغدونغ، حددت الحكومة هدفا طموحا يتمثل في التشغيل الآلي بنسبة 80% بحلول عام 2020.
 
ومن المحتم أن تعطل مثل هذه التطلعات سوق العمل، بدءا من وظائف المكاتب الروتينية (مثل خدمات العملاء والتسويق عبر الهاتف)، ثم تليها الوظائف العمالية (مثل أعمال خطوط التجميع)، ثم تؤثر أخيرا على بعض الوظائف غير الروتينية (مثل قيادة المركبات أو حتى الطب الإشعاعي). وقد توصل بحث حديث أجراه معهد ماكينزي العالمي إلى أن نحو 82 مليونا إلى 102 مليون عامل صيني سوف يضطرون إلى تغيير وظائفهم في ظل سيناريو التشغيل الآلي السريع.
 
سوف تشكل إعادة تدريب العمال المستغنى عنهم تحديا كبيرا للحكومة الصينية، وسوف تمنع أيضا اللاعبين الرقميين الرئيسيين من تأمين الاحتكارات الخانقة للإبداع. ولكن استعداد الحكومة لاحتضان العصر الرقمي الناشئ وملاحقة سياسات داعمة وتجنب الإفراط في التنظيم أعطى الصين بالفعل ميزة كبيرة.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد