القدس .. الوعد الحق

mainThumb

09-12-2017 04:22 PM

عندما علا بنو اسرائيل، مسيطرين على رأس المال العالمي، والإعلام، والمشهد السياسي، حتى أصبحوا أكثر نفيرا بالدعم الذي يتلقونه سرا وعلنا؛ من دول ومنظمات وهيئات دولية سرية وعلنية. أدرك المؤمنون حقيقة الوعد الإلهي لهم: { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا } (سورة الإسراء 4)، وهاهو العلو الثاني والأخير ماثل أمام أعيننا: { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا } (سورة الإسراء 6).  فوعده الحق قد تحقق.

 
وحين وعدهم بلفور بأرض فلسطين، والتي يطلق بنو اسرائيل عليها أرض الميعاد، ثم مكّنت بريطانيا لهم قيام دولتهم، وبدأت الهجرة اليهودية إليها، ازداد المؤمنون يقينا بوعد الله: { وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } (سورة الإسراء 104). فهي موعدهم حقا.
 
وعندما دخل بنو اسرائيل القدس، واحتلوا المسجد الأقصى، سجد من فقه القرآن تعظيما لله عز وجل، لمعجزة القرآن التي تحققت بوعد الله لبني اسرائيل باحتلال المسجد، حتى يتمُ الله وعده الحق لعباده الصالحين بالتحرير ودخول المسجد فاتحين: { فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا } (سورة الإسراء 7).
 
فما فعله ترامب من نقل للسفارة إلى القدس باعتبارها عاصمة لدولة بني اسرائيل، إنما هو يسير ضمن سياق  الوعد الإلهي لبني اسرائيل بالتمكين لهم في القدس.
 
 حتى إذا ما ظنوا أنهم لن يهزموا، وأخذهم الكبر والجبروت بأنهم قد أقاموا مملكتهم الكبرى، وأن لا غالب لهم، بنصرة العالم الظالم لهم، وخذلان الآخرين للحق، يأتي الوعد الحق من الله، بأن يسيء الله وجوههم بالذل والمهانة والهزيمة (لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ)، ثم دخول المسجد وتحريره من أيديهم (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ )، ثم الدمار الكبير الذي سوف يلحق بدولتهم فتخر من القواعد (وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).
 
فواجبنا اليوم أن نصدق بالوعد الإلهي لهم بالتمكين، وقد حدث، ثم الإعداد للوعد الحق بالتحرير وزوال دولة بني اسرائيل، ومن أولى أولوياتنا اليوم هو العمل على تحقيق المرحلة الأولى، وهي إساءة وجوههم، بعدم اليأس والإحباط وتيئيس الناس، بل ببث روح الأمل بتحقيق الوعد، وعلو الهمة، وشحذ الأمة، ثم بدعم المقاومة بكافة أشكالها، مقاتلين ومرابطين، وصامدين.
 
فإذا ما هيّئنا للمرحلة الأولى، ومن ثم حققناها، حقق لنا الله وعده بالثانية وهي تحرير المسجد، ثم بالثالثة وهي زوال دولة العدوان. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد