الشيخ علي الحلبي يكتب للسوسنة :السلفية العلمية ودورها في حفظ الدين والوطن

mainThumb

10-12-2017 09:34 PM

" لقد أدرك السلفيّون-علماءَ، ودعاةً، وطلبةَ علمٍ-الأخطارَ الفكريةَ العقائديةَ المنحرفةَ-المحيطةَ بالأمةِ-عموماً-، والوطنِ-خصوصاً-في زمانٍ مبكّرٍ-جداً-..
 
وذلك منذ أواسط السبعينيات- ضدّ التكفيريين-، وفي أوائل الثمانينيات-ضدّ الشيعة الشنيعة-!!
 
في الوقت الذي كان فيه أكثرُ الإسلاميين(!)-وغيرهم!-مغترّين بهم، منخدعين بإعلامهم، أو غافلين(!)عن خطرهم!!
 
فالسلفيون-بعلمهم، ووعيهم، واعتدالهم-مكوِّنٌ أساسيٌّ-بل ينبغي أن يكونَ هو الأساسَ-في المجتمع-أيّ مجتمعٍ كان-:
 
ذلكم أنّ مهمّتَهم في صيانة الشرع والدين: كبرى.
 
وواجبَهم في المحافظة على الوطن، وأولياء أموره، وأبنائه: عظيمٌ.
 
والأمة-كلُّها-والوطنُ جزءٌ مهمٌّ منها-معرَّضةٌ-في هذه الفترة الحرِجة من تاريخها-لكيدٍ كُبّار مِن الجماعات التكفيرية المتطرّفة-من جهةٍ-، ومِن الشيعة الشنيعة-مِن جهةٍ أخرى-فضلاً عن المخاطر السياسية الكبرى-الأخرى-مِن جهاتٍ متعدّدةٍ-؛ ممّا يستدعي-وبقوّة-المواجهةَ الفكريةَ المضادّة لأولئك وهؤلاء-على حدّ سواء-؛ بالعلم، والحِلم، والحجّة، والبُرهان..
 
والجميعُ(!)يشهدون-ولو استكبر البعضُ-: أنه لا أحد يستطيع هذه المواجَهةَ-بثباتٍ-علماً، ومنهجاً، واعتقاداً-إلا السلفيون.. بخلاف غيرهم مِن الـ(...)، والـ(...)!!!
 
فالواجبُ على كل ذي مسؤولية-بحسَبِه-أن يهيّئ السبلَ المتاحةَ-كافّةً-لتفعيل هذا الواجب الفاعل المؤثّر-لهم/منهم-؛ والذي فيه حمايةُ الدين مِن غُلَواء التطرّف، وحراسةُ الوطن مِن بلاء الفتن..
 
..بدلاً من التحجيم، والتضييق، و..الإقصاء-بصورةٍ، أو بأخرى-...
 
وأمّا الأنظارُ الأخرى(!)التي ترى الوقائعَ العصريةَ الراهنةَ-على شدّتها-مِن زاوية مختلفة(!)-بعيداً عن المصالح العُليا للدين والوطن-: فعمّا قريبٍ ستُعرَف حقائقُ مآلات مواقعها! وسيُدرك العقلاءُ الحَصيفون(!)مَدارِك ثمرات فعائلها!!!
 
 
نعم..نعم؛ فرقٌ كبيرٌ بين مَن يجعل مصلحةَ الدين والوطن أساسَ جهدِه، ورأسَ اجتهادِه-وقد جُرّب وعُرف-قبلاً-وما أحداث (الربيع العربي!) وحوادثه عنّا ببعيد-، وبين مَن يجعلُ أفكارَه الحزبيةَ، وآراءَه الشخصية، ومذاهبَه الذاتيّةََ: هي الأصلَ في تحرّكاته، وأفاعيلِه، ومواقفِه-بعيداً عما يُصان به الدين، أو يُحفَظُ به الوطن-!!
 
ومِن جهةٍ أخرى-ولعلها الأخيرةُ-هنا-؛ أقول:
 
إنّ وضعَ الدعاة العِلميّين المعتدلين المأمونين(المأمولين)في بيئةٍ انفعاليةٍ حارّةٍ(!)لا تناسبهم-شرعاً وعقلاً وواقعاً- هو سبيلٌ مغلوطٌ مستنكَر؛ قد يؤدّي-مِن حيثُ لا نشعر(!)-إلى عكس ما نريد، وضدّ ما نبغي!!!
 
فالحذرَ  الحذرَ..
 
ودينُنا العظيمُ أمانةٌ في القلوب والأعناق..
 
ووطنُنا الغالي أعزُّ ما نملكُ في سائر الآفاق..
 
وتعميمُ الأحكام-بالتطرّف، أو الاعتدال!-تبَعاً لمسائلَ علميةٍ-خلافية أو اجتهادية-ذات شأن بين العلماء، و..العقلاء-هو الذُّروةُ في التطرّف والغلوّ...وله مِن الآثار السلبية-جداً-على الدين والوطن..ما اللهُ به عليمٌ..
 
فالبِدارَ البدار..إلى ضبط الواقع بغير تحيُّز أفكار، مع تصحيح التوجُّهات والأنظار..حتى لا تغرقَ السفينة..
 
والدينُ؛ هو النصيحةُ الأمينة.." . 
 
 
* رئيس مركز الامام الالباني .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد