صحيفة السوسنة الأردنية

 

 في سبعينات القرن الماضي  انتقل الى المملكة العربية السعودية وعاش متنقلا بين عدن وجدة وبيروت واستقر  اخر حياته بمدينة الرياض.

في العشرين من عمره كانت أولى بداية رحلته الفنية وقد كان  عاشقاً  للفن الأدبي والإنشادي، والثقافي ولحبه لذلك جعله  معلماً للغة العربية لمدة 3  سنوات ،  وبما أن الفن يمشي في عروقه، شد الرحال و حزم حقائبه وسار إلى عدن التى كانت في ذلك الوقت وجهة أهل الفن   في الخمسينات من القرن الماضي،  حيث كانت تشهد ثاني إذاعة في الوطن العربي، في عام 1954 بعد إذاعة القاهرة، علاوة على ذلك من أهم الأسباب التي دفعت أبو بكر سالم الفتى العشريني لاختيار عدن بما كانت تمتاز به في تلك الفترة من ازدهار واسع بالحركة الفنية والثقافية فيها، وكانت تزهو بمجموعة من أعلام الأغنية العدنية، وعلى رأسهم محمد مرشد ناجي، وصل أبو بكر إلى عدن وهو يتأبط رقاعاً دون عليها كلمات "ياورد محلا جمالك" التي لحنها بنفسه رغم عمره الصغير، وانتهز فرصة الأبواب المفتوحة للإذاعة التي كانت تسمح وتتيح الفرصة للفنانين الشباب وسجلها عام 1956،  وفرحته بهذا الإنجازً،  دفعه لكتابة  أغنية جديدة  باسم   "لما ألاقي الحبيب"، وعاد للإذاعة، بعدها اضاءت نور شهرته و بدأ يسري صوت الفنان الشاب عبر الأثير، رغم قصر مدة البث في البدايات.

 

تزوج الفنان  أبو بكر سالم  من بيت آل عرفان  وهي اسرة حضرمية  من أهل عدن  وأنجب ابنه أديب وابنتين هما انغام وألحان، ورزق أيضا من زواجه الثاني  ثلاثة ابناء هم اصيل وأحمد واليف، وورث ابنه اصيل عنه الصوت الجميل وإجادة الغناء بـاللهجة الخليجية،وأصبح هو أيضا فنانا معروفا ومشهورا في الخليج العربي.

كان الفنان الراحل يقيم في الرياض بحي الروضة ولكن يقضي معظم اوقاته في منزله بالقاهرة الواقع بحي الزمالك بسبب انشغاله لاعماله الفنية.

 

في العشر السنوات الأخيرة عانى الفنان أبو بكر سالم  من مشاكل صحية، على إثرها أجرى عملية قلب مفتوح في ألمانيا، ثم أدخل إحدى المصحات لفترة امتدت لأشهر، وكان قد رقد لفترات متقطعة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لإجراء فحوص طبية.

 

 

آخر ظهور  للمطرب أبو بكر سالم  له كان في إحتفالات اليوم الوطني السعودي داخل الصالة الرياضية بملعب"الجوهرة " ضمن احتفالات المملكة باليوم الوطنى السعودي الـ87 ،  ، رغم وضعه الصحي  إلا أنه قدم حفلته وهو جالس على مقعده المتحرك  إلا  أنه أشعل  المسرح بتفاعل الجمهور وسط تصفيق حار  مع روعة وجمال أغانيه .

 ومع تدهور حالة أبو بكر سالم الصحية مجدداً ،  استدعى الأمر  دخوله للعناية المركزة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وكانت وقتها آخر لحظات حياته  وتوفي الفنان الكبير أبو بكر سالم مساء الأحد 10/12/2017، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 78 عاما.