الفرصة الاخيرة - سعاد عزيز

mainThumb

12-12-2017 11:32 AM

سنحت ال?ثير من الفرص لإيران ?ي تتخلى عن نهجها القمعي في الداخل و المشبوه في الخارج، ومع إنها أوحت بطرق و اساليب متباينة إستعدادها للتجاوب مع النداءات و المطالب الدولية و لمحت بإم?انية إحداث تغييرات إيجابية في الداخل و تعديل السياسات الخارجية ولاسيما المتعلقة منها بالتدخلات في المنطقة، بما يم?ن أن يتماشى و يتفق مع المطالب الدولية، ل?ن مرور الزمن أثبت ?ذب و زيف ?ل تلك المزاعم و إن الطاحونة الدموية لاتزال تدور في إيران مثلما إن التدخلات في المنطقة تتصاعد و تتسع دائرتها، ولاريب من إن هناك حالة من اليأس و الاحباط الدولي تجاه الإيفاء بالوعود الايرانية ال?ثيرة التي لم يتحقق منها شيئا على أرض الواقع.
 
ليست هناك من حاجة ل?ي ينظر المرء من خلال نظارات ذات عدسات م?برة لما تقوم به الجمهورية الاسلامية الايرانية في داخل و خارج إيران، ذلك إن ?ل الامور صارت واضحة وباتت طهران تلعب على الم?شوف، ولعل ماقد حدث في اليمن على سبيل المثال لا الحصر، قد أثبت حقيقة أن الدور الايراني في اليمن، قد صار من دون قناع بعد قتل الرئيس اليمني السابق، بل وإن الاتفاق النفطي الذي أبرمته طهران مع ح?ومة العبادي و القاضي بتصدير نفط ?ر?وك إليها عبر الصهاريج حتى يتم مد خط بترول من ?ر?وك الى إيران، قد أثبت حقيقة اللعبة الاخيرة التي قام بها قاسم سليماني في ?ر?وك، خصوصا وإن أصوات عراقية عديدة من داخل الح?ومة العراقية نفسها إرتفعت معتبرة ذلك الاتفاق في غير صالح العراق إطلاقا، ل?ن ولأن طهران هي من تح?م العراق فإنها هي من تقرر!
 
الوقت يمر سريعا، وحتى أ?ثر سرعة من الذي تتصوره و تعتقده طهران و إن الاحداث و التطورات تجري بوتائر غير طبيعية، وإن اللعب الايراني الذي صار على الم?شوف، لم يعد هناك من مجال لإلتزام المزيد من الصمت و الس?وت تجاهه، خصوصا وإن الاستحقاقات قد صارت ?ثيرة جدا ولابد لطهران من أن تفي بها، ولاسيما و‌إن موجة الاحتجاجات المتصاعدة منذ أشهر بصورة غير مألوفة من قبل الشعب الايراني الذي لم يعد يتحمل و يطيق مماطلات السلطات الايرانية، ?ما إن الضغوطات الدولية و الاقليمية ?لها تحاصر الحا?مين في طهران من ?ل جانب، ولذلك فإن زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي عندما تقول مٶخرا أمام البرلمان الاوربي في برو?سل بأنه:" إذا لم يتم إبداء الحزم والصرامة حيال نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران، فإنه سيفرض حربا بلا هوادة على المنطقة والعالم، وهذه هي الفرصة الأخيرة لأوروبا لاتخاذ سياسة صحيحة مع نظام الملالي"، فإنها تشير الى حقيقة مهمة، تتمثل في إن هذا النظام وعندما يسقط في يده ولايبقى له من خيار فإنه يسعى بطرق مختلفة من أجل إعادة خلط الاوراق حتى لو قاد ذلك الى إشعال نار حرب ومواجهة، ولذلك لايجب أن ت?ون هناك من مجال من أجل منح فرص أخرى لطهران وانما يجب أن ت?ون هذه الفرصة الاخيرة لأوربا و المجتمع الدولي ?ي يبادروا الى إتخاذ الموقف الصحيح من هذا النظام الذي لعب و يلعب  بطرق و اساليب مختلفة على حساب الجميع من أجل بقائه و إستمراره، ولاريب من إنه قد آن الاوان لوضع حد لهذا اللعب.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد