من التراث حفلة الزواج .. الجزء الأول - عبدالله علي العسولي

mainThumb

27-12-2017 01:32 PM

 من التراث 

 
(3)
 
حفلة الزواج
 
الجزء الأول
 
بعد الخطوبة التي تكلمنا عنها سابقا تبدأ التحضيرات لحفلة الزواج والتي تفرض على العريس توفير النقود القاسي والاستدانة من بعض الأقارب ومساعدات الوالدين والإخوة والأخوات إن كان لديهم بعض المال معتمدين على السداد من نقوط العريس المنتظر يوم الجمعة ..
 
ويتم تحديد موعد العرس من قبل أهل العريس وأهل العروس على ان لا يكون مع موعد عرس آخر في القرية وتتم الموافقة من قبل أصحاب المشورة من الطرفين على هذا الموعد 
 
وهنا تبدأ التحضيرات ابتداء من جمع الحطب المعد (للقرا ) غداء العريس قبل الموعد بأسابيع وذلك بأن تفزع جميع شباب القرية وأصحاب وأقارب العريس لجمع الحطب من الأشجار المجاورة للبلدة .ويتم ركن هذا الحطب في منزل والد العريس .
كذلك يتم التنبيه على مربي المواشي من الأقارب والجيران لحجز اللبن بحيث يتم توزيع الأكياس المعدة لجمع البن وإيصاله إلى دار العريس قبل موعد العرس بأسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وذلك ليكون لديهم الوقت الكافي لجمع اللبن وتحويشه.
بعدها يتم شراء الذبائح من قبل أهل واقارب العريس ومن لهم خبرة في اختيار تلك الذبائح ويتم شراءها وحجزها ودفع ثمنها إن وجد أو يتأخر دفع الثمن ليوم الجمعة (يوم النقوط)
 
وتبدأ سهرات الفرح والتي تكون لمدة أسبوع بالتعاليل اليومية من شباب البلدة ويتم الغناء والدبكة والدحية ...وتتجمع النساء والرجال للمشاركة في هذا الحفل الذي ينتظره كل أهالي البلدة كون الافراح شحيحة لقلة عدد الناس انذاك وأن أفراح الزواج لا تتم إلا بالصيف بعد الحصيدة والبيادر .
 
وتكون سهرات الفرح بالدبكة والغناء على الشبابة أمام بيت الشعر المنصوب والمعد لهذا الفرح البهيج حيث تم تسهيل المكان للدبكة من قبل الشباب.
 
ويكون والد العريس وكبار السن داخل بيت الشعر يتسامرون وأمامهم القهوة العربية ( الساده ) والمعدة على الحطب في منقل مخصص لهذه الغاية ويتخلل السهرات عمل الشاي وتوزيعه على الدبيكة والحضور بكاسات شاي زجاجية يكون اهل العريس قد اعدوها مسبقا ..وكان وقتها أيضا يتم توزيع انوزاع من الدخان ويدار عليهم بصينية تحتوى على اكثر نوع من أنواع الدخان (الباكيتات المنوعة) ..وقد ينفرد العريس بإعطاء بكيت دخان كاملا إلى لويح الدبكة وعازف الشبابة دليل الاهتمام بهم وتدليلهم خوفا من ترك العرس والذهاب إلى حفلة أخرى .
 
وفي نهار الخميس (قبل يوم الغداء والذي لا يكون الغداء الا يوم الجمعة ) تبدأ النسوة بجمع طاسات وسدورة الطعام والكفاكير ويتم كتابة أسماء أصحابها عليها من علبة مناكير يتم تجهيزها لكتابة هذه الأسماء حتى تكون جاهزة وبمتناول اليد .وفي هذا اليوم تقوم نساء الحي بعجن الطحين وخبز الشراك لتجهيزه ليوم الجمعة لوضعه تحت المناسف .
 
وتبدأ السهرة الرئيسية والتي هي يوم الخميس حتى ساعة متأخرة من الليل وتكون والدة العريس قد قامت بعجن( الحنا )..ويتولى تحناية العريس احد الشباب من لهم خبرة بالحنا ويبدأ الحنا بأغنية ( سبل عيونه ومد ايده يحنونه ..جسمه رقيق وبالمحارم لفونه )وفي هذه الأثناء يكون الأقارب والمجاورين قد احضروا ليلتها معهم الكيك المصنع في منازلهم لهذه الغاية ويرقصون به اثناء التحناية ويتم توزيعه على الحاضرين عند الانتهاء من تحناية العريس . ويكون الشباب الذين لهم خبرة في ذبح الذبائح قد جهزوا انفسهم للذبح ومعهم السكاكين والقطاعات وتبدأ عملية الذبح بعد انتهاء السهرة وفي ساعة متأخرة من تلك الليلة . ويتم تعيين شخصا واحدا مسؤولا عن الطبخ ويسمى (وكيل القرا ) وكان المشهور في بلدتنا آنذاك ( أبو خضر رحمه الله ) وكان رجلا محافظا على هذه الأمانة لا يفرط بقطعة واحدة من اللحم حتى لو طلب ذلك والد أو والدة العريس خوفا من حدوث نقص كون ذلك يعد من عدم اهتمام وكيل القرا.....
 
 وفي تلك الليلة يتم توزيع المعاليق على الشباب اللذين قاموا بعملية الذبح ويتم تجهيز فطورا لهم يتم تناوله بعد انتهاء مهامهم الموكولة إليهم وتوزع المعاليق الباقية على الفقراء ومساكين الحي على أن يبقى معلاقا واحدا لطبخه عشاء للعريس وعروسه مساء الجمعة  ...
 
الحلقة القادمة نتناول عملية الطبخ والغداء والزفة وإحضار العروس 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد