شوية فراطه

mainThumb

03-01-2018 10:03 AM

ما اغلى عزة النفس لدى المواطن الأردني وهو باقصى سوء ظروفه المادية وهو ينصاع الى أوامر الصبر والتحلي به ، المواطن الأردني لديه ثلاث شعور ينتاب بها في كل شهر ، اول شعور لهفت قبض الراتب والوقوف بطابور طويل ومن ثم عد الراتب مرات متكرره خوفا من النقصان ، وثاني شعور صدمة المصروفات المتتالية والغير محسوب حسابها وثالث شعور هو وداع آخر عشرة دنانير بل تعز عليه كعزة ابنائه ويطلب من الله بان لا تأتي ساعة و ينفقها كلها مرة واحده وهو ينظر اليها كل ساعة بنظرة المتألم وفيها كل الحسرة ، بل وأكثر في مراحل مرور كل شهر يحرص جدا بأن يعطي الأوامر للزوجة بان تكون باكثر حكمة بالصرف و لا تكثر من اللحم في الطبخ   وأن تقسم عدد قطع الدجاج بدل من اربعة قطع الى ثمانية او اكثر وتقلل من الخضرا  وتكتفي بنوع واحد من الفواكه  ، وان تركز على المجدره والكعاكيل  * الجعاجيل * وشوربة العدس وقلاية البندورة وبآخر عشر ايام من الشهر نفسه تسأل الزوجة ماذا اطبخ لكم ؟ ليرد عليها الزوج "يا مره مشيها باي شي" ، نعم جميل التدبر والحفاظ على النعمة لكن ليس هذا فقط بل يقصر من رفع حرارة الصوبة الغاز الى شعلة واحده او بالعامية "رفع سن بسيط بصوبة الكاز " ويا دوب رؤية النار ومن ثم تحميص الخبز البايت واكله بدل العشاء ويدعوا ابنائه للنوم مبكرا ليطفأ الصوبة بعبارة " يابا خلصن الكازات بدنا نام " ، هذا حال المواطن ان كان موظف قطاع حكومة او خاص واكثر من هذا يحرص هذا المواطن في ذهابه وعودته الى العمل بان يركب الحافلة بآخر كرسي  بقصد عدم الاحراج بان يدفع عن غيره أو أحد يدفع عنه ، ماذا اقول عن مواطن يحاول ان يتجاهل فاتورة الماء والكهرباء وشعاره الأول " سكر المي يا ولد واطفي ضو غرفتك يا ولد" وعندما يجالس ابناءه يسرد لهم قصصه الطفوليه حينما كان يدرس على ضوء الشمعه او لسراج قصدا ليتهاون معه ابنائه في المصروف ،  ماذا نقول عن مواطن يحسب حساب مصروف ابنه الذي بالصف الأول بل و يتفاوض معه "يابا خذ  هالبريزه معيش فراطة" ، ماذا نقول عن المواطن الذي يصيبه الأوجاع ويتحملها خوفا من الغوص في زحمة المستشفيات وبالنهاية يعطى دواء مسكن للألم واحيانا لا يجدها بصيديلة المستشفى ويشتريها ويدفع ثمنها بالكامل  ، عزت النفس لو كأس ماء كان فاض غيضا وقهرا وان كانت بالخرج  كان ثَقُل الحمّل و مات الخيل او بصندوق لم يعد يغلق بسبب الكبت والتذمر  او بمحفظة  اصبحت ممزقه من الصبر او ارقام بحجم الديون البنكية التي تنتظرها المحاكم لتحول للسجون  ، وبالنهاية تخرج الحكومة من تلك الجلسة عقب مناقشة الموازنة العامة برفع الأسعار متجاهلة  الواقع المرير  لهذا المواطن ليصرح بعض النواب الحكومة وبكل بساطه  "البلد طفرانه بدنا نجيبلهم فلوس "، ليضرب هذا المواطن أخماس بأسداس  وهو ينظر الى آخر عشرة دنانير ويبتسم وربما يصورها وينشرها على الفيس ويقول " ضاقت بينا يا حكومة وانا اعلم انه ما بعد الضيق غير الفرج إلا عندكم ،،بعد الضيق التسول او  السرقة .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد