نبحث عن الفاروق في هذا الزمن ! - سوسن حميد غزلان

mainThumb

10-01-2018 10:58 AM

لو أن الجوع رجلا لأقنعتة بأن يعد أدراجة عن فقراء الملاذ والملجىء ،، 

عن من لا يغطيهم سوى مواقع التواصل الإجتماعي ونشرات الأخبار ،، عن مَن تقوم لأجلهم أكبر حملات التصميم وتنسيق الغلافات ،، وتجمع لأجلهم أكبر عدد من المشاهدات ، وتهدى معاناتهم لجميع القلوب الضعيفة ،، وبعدها كأن شيئاً لم يكن ..
 
أقمشة مهترئة ،، تحمل من البرودة أكثر من غطاءها ، بيوت بلاستيكية ومنسوجات من القش فنباتاتها ماتت من الصقيع ، فما حال زهور كان الخلاء بيتها ومأواها الأخير ..
 
إحصاءات عامة بعدد الأدوات الكهربائية ، والمواد الغذائية ، والكماليات والألعاب ومستوى الرفاهية ، ولا يوجد من ينافسها بإحصاء كم من الأجساد المنتهكة المسلوبة من مقومات العيش ..
 
كم من الأرغفة أستهلك ، وعدد براميل النفط التي باتت فارغة، وما بال الذي أهلك البرد  جسدة ونهش الجوع أطفاله .
 
أين أنت يا عمر ؟ 
 
لترى كم بيت جائع ،، وآخر الترف يخرج من أبواب مَن مفتاح الجائع بيده ،  
 
ففي زمننا  نموت جوعاً عطشاً برداً ، لا جهاداً ..
 
نموت دون ذكرى فأرواحنا  منسية كما أجسادنا 
 
من سيلبي نداء أطفالنا ، صراخهم ،بكائهم ، لم يعرفو من الدنيا سوى الألم والنقص والشح رغم الوفره ، وأفواه مفتوحة تنهش بهم وتفترس طعامهم ، وتسكن الرُعب في قلوبهم 
 
يا الله الرحمة لا تطلب من سواك ..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد