مرض التوحد Autism الاعراض والتشخيص

mainThumb

17-01-2018 07:53 PM

السوسنة – جمانة صوان - التّوحد (Autism)  حالة عصبيّة حيويّة معقدة يمكن أن تؤثر على وظيفة الجهاز الهضميّ،و المناعة، و الكبد،والغدد الصماء والجهاز العصبي. و تؤثر على نمو الدماغ الطبيعي مما ينجم عنه  مشاكل في  الاتصال، وصعوبة في التّفاعلات الاجتماعيّة النموذجيّة، والاتجاه إلى تكرار أنماط محددة من السلوك.
      
      وهو عجز يؤثر على نظرة المصاب إلى العالم والتفاعل مع الآخرين مدى الحياة . إذ يرى المصابون بالتوحد العالم ويسمعون ويشعرون بشكل مختلف عن الآخرين، وجميع المصابين بالتوحد يعانون الصعوبات ذاتها ، ولكن التوحد يؤثر عليهم بطرق مختلفة؛ فالأشخاص المصابون بالتوحد يعانون من صعوبات في التعلم أو مشاكل في الصحة النفسية  بمستويات متباينة، مما يعني أنهم بحاجة إلى مستويات مختلفة من الدعم. 
 
ما مدى انتشار مرض التوحد؟ 
 
     التوحد أكثر شيوعا مما يعتقد معظم الناس، ففي عام 2016، أصدر مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في اميركا (Centers for Disease Control and Prevention) تقريرا عن انتشار مرض التوحد. وخلص التقرير إلى أن انتشار التوحد قد ارتفع إلى واحد من كل 68 ولادة في الولايات المتحدة - أي ضعف معدل انتشاره في عام 2004 وهو 1من 125 .
ما الّذي يسبب التوحد؟ و هل هناك علاج؟
 
    لا يزال التحقيق في سبب التوحد مستمرا. وتشير البحوث في الأسباب إلى أنّ مجموعة من العوامل - الوراثيّة والبيئيّة - قد تفسر ذلك.كضعف التواصل اللغويّ والبصريّ مع الطفل في مراحل الطفولة المبكرة.
    ولا يوجد "علاج" للتوحد. مع ذلك، هناك مجموعة من الاستراتيجيات والنهج الّتي قد يجدها الناس مفيدة في حال كان التشخيص مبكرا.فالتدخل المبكر هو الطريقة الأكثر فعالية لتسريع نمو طفلك والحد من أعراض التوحد على مدى العمر.
 
    و هذه الإجراءات يمكن أن تساعد الأطفال على اكتساب مهارات جديدة والتغلب على مجموعة واسعة من التحديات التنموية.فمن الخدمات الطبية إلى العلاج السلوكي في المنزل والبرامج المدرسية، كل ذلك سيوفر المساعدة لتلبية احتياجات طفلك الخاصة. مع خطة العلاج المناسبة، والكثير من الحب والدعم، يمكن لطفلك أن يتعلم و ينمو .
       فمكافأة السلوك الجيد. والتعزيز الإيجابي يمكن أن يقطعا شوطا طويلا مع الأطفال الذين يعانون من التوحد ،و خلق الاتساق في بيئة طفلك  من خلال معرفة ما يفعله المعالجون له ومواصلة تقنياتهم في المنزل هو أفضل وسيلة لتعزيز التعلم.
 
 
الأعراض 
 
   بعض الإشارات الّتي تشير إلى الإصابة بمرض التوحد عدم وجود اللغة المنطوقة أو تأخيرها ، والاستخدام المتكرر لكلمات محددة أو ممارسات حركية ،والتواصل القليل بالعين .وصعوبة في الأداء التنفيذي المتعلق بالتفكير والتخطيط ، وعدم الاهتمام بالعلاقات مع الأقران.
 
     و الشخص المصاب بالتوحد لديه صعوبات في تفسير كل من اللغة اللفظية وغير اللفظية مثل الإيماءات أو لهجة الصوت. و كثير منهم لديهم فهم حرفيّ جدا للغة. و قد يجدون صعوبة في استخدام أو فهم تعابير الوجه، و نبرة الصوت، والنكات والسخرية.
    و قد لا يتكلم البعض، أو أن يكون الكلام محدودا إلى حد ما. فهم غالبا ما يفهمون ما يقوله الآخرون لهم أكثر مما يستطيعون التعبير عنه. و يستفيد بعض الأشخاص المصابين بالتوحد من استخدام وسائل الاتصال البديلة أو يفضلون استخدامها، مثل لغة الإشارة أو الرموز المرئية.  بينما البعض الآخر لديه مهارات لغوية جيدة، ولكنه قد يجد صعوبة في فهم توقعات الآخرين في المحادثات.
 
    و ربما يقوم الشخص المصاب بالتوحد بتكرار ما قاله الشخص الآخر للتو (وهذا ما يسمى صدى النص).وتكرار الكلام  يساعد على التحدث بطريقة واضحة ومتسقة وإعطاء المصاب وقتا لمعالجة ما قيل له.
 
     وغالبا ما يجد المصابون بالتوحد صعوبة في الإحساس بأشخاص آخرين - فهم مشاعر الآخرين ونواياهم – كما يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم الخاصة.و هذا يصعّب عليهم التفاعل الاجتماعي . و هم حساسون لذلك يجدون صعوبة في تكوين صداقات. و قد يرغب البعض في التفاعل مع الآخرين وتكوين صداقات،  و لكنهم  عاجزون عن ذلك .لأنّ العالم يمكن أن يبدو مكانا لا يمكن التنبؤ به ومربكا جدا للأشخاص الذين يعانون من التوحد، و الذين غالبا ما يفضلون الروتين اليومي بحيث يعرفون ما سيحدث كل يوم. فهم يرغبون في التنقل دائما بنفس الطريقة من و إلى المدرسة أو العمل، أو تناول الطعام نفسه بالضبط. فهم لا يرتاحون لفكرة التغيير، ولكن قد يتمكنون من التعامل بشكل أفضل إذا كانوا قادرين على الاستعداد للتغييرات مقدما.
 
     قد يتعرض الأشخاص الذين يعانون من التوحد أيضا إلى الحساسية المفرطة  من الأصوات  و المذاقات  والروائح والضوء والألوان ودرجات الحرارة أو الألم . على سبيل المثال، قد يجدون في  بعض الأصوات التي لا ينتبه لها الآخرون  صوتا عاليا  مشتتا لا يطاق.و يمكن لهذا  أن يسبب  لهم القلق أو حتى الألم الجسدي.
 
 
التشخيص
      
 
     التشخيص هو التحديد الرسمي للتوحد، و يتم عادة من قبل فريق متعدد التخصصات  ، وغالبا ما تشمل الكلام واللغة ،وطبيب الأطفال،و الطبيب النفسي. 
 
    والحصول على تقييم وتشخيص دقيق في الوقت المناسب مفيد ،إذ  يساعد الناس الذين يعانون من التوحد و أسرهم والمعلمين والأصدقاء على فهم بعض الصعوبات التي يواجهها المصاب بالتوحد وما يمكن القيام به عنه و له  .  
    و تختلف خصائص التوحد من شخص لآخر، ولكن من أجل إجراء التشخيص، سيتم تقييم الشخص عادة بأنه كان يواجه صعوبات مستمرة في التواصل والتفاعل الاجتماعي ،و يمارس أنماطا سلوكية أو أنشطة معينة  في مرحلة الطفولة المبكرة بشكل مفرط .
      وقد وجدت الأبحاث أن اضطرابات التوحد  يمكن الكشف عنها في بعض الأحيان في 18 شهرا أو أقل، ومع ذلك، فإن العديد من الأطفال لا يحصلون على التشخيص النهائي حتى و هم أكبر سنا بكثير، وهذا التأخير يعني أن الأطفال الذين يعانون من التوحد قد لا يحصلون على المساعدة التي يحتاجونها. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد