لا يمكن لي ذراع الشعوب - سعاد عزيز

mainThumb

19-01-2018 02:19 PM

طوال التأريخ، هناك الكثير من الاحداث و القضايا التي يمكن إستشفاف الكثير من الدروس و العبر منها، ولاسيما تلك المتعلقة بالشعوب و النظم الدكتاتورية، فهناك فترات تكون الشعوب فيها في حالة أشبه ماتكون بالسبات من حيث خضوعها للأنظمة الاستبدادية، ولكن هناك أيضا فترات تستعيد فيها الشعوب رباطة جأشها و تقف على قدميها لتتحدى أنظمتها القمعية و تجهز عليها لتجعلها عبرة للتأريخ.
 
التطور و التقدم الانساني و زيادة وعي الشعوب، جعلت من النظم الديكتاتورية حالة مرفوضة ولايمكن التعايش معها، خصوصا عندما تجعل هذه الانظمة شعوبها في خدمة مخططاتها و أهدافها الخاصة المتقاطعة مع مصالح شعوبها، ولا غرو من إن تآكل النظم الديكتاتورية و سيرها نحو الانقراض حتمية تأريخية و حضارية في نفس الوقت لايمكن أبدا الوقوف بوجهها، إذ إن هذه الانظمة صارت إستثناءا و صار إرادة الشعوب و حرياتها هي القاعدة.
 
صحيح أن هناك فترات أثناء نهضة و إنتفاضة الشعوب بوجه الانظمة القمعية، أن تتمكن الاخيرة بفعل نهجها و تعاملها الوحشي الدموي مع المنتفضين أن تخبو أو تهدأ الانتفاضة قليلا أو لفترة معينة، ولكنها سرعان ماتعود، خصوصا في هذا العصر الذي تم فيه إختصار المسافات و الزمن و صار العالم كله أشبه بالقرية فمن الصعب جدا أن يجبر شعب على البقاء خاضعا لنير الديكتاتورية كما في الحالة السورية و الحالة الايرانية، ولعل ماجرى و يجري في الانتفاضة البطلولية للشعب الايراني من أحداث و تطورات، تؤكد للعالم كله من إنه لايمكن أبدا لي ذراع الشعوب، وإن نظاما إستبداديا فريدا من نوعه ?نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، يقف اليوم على بركان من السخط و الغضب والذي إنفجر بوجهه في أكثر من 130 مدينة، وإن تظاهره بأنه قد أخمد الانتفاضة أو سيطر عليها إنما هو من أضغاث أحلام، ذلك إن الشعب وبعد أن رفع و بإصرار شعار الموت للديكتاتور(أي المرشد الاعلى للنظام)، فإنه قد أعلن إستحالة إستمرار المعادلة السلبية القائمة بينه و بين النظام طوال 38 عاما، بل وإن دخول منظمة مجاهدي خلق الخصم و الغريم الاكبر للنظام كطرف أساسي في الانتفاضة و ترديد الشعب لشعاره المركزي بفسقاط النظام، تأكيد على إن الامور باتت تسير بسياق مختلف تماما عن الحالات السابقة، إذ معروف عن منظمة مجاهدي خلق وعندما تدخل كطرف أساسي في هكذا حالات، فإنها لن يهدأ لها بال إلا بتحقيق الهدف و الغاية الاساسية لها بإسقاط النظام، خصوصا إذا ماكان هو الحل الوحيد لكافة الاوضاع السلبية التي يعاني منها الشعب.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد