الفكر العربي يناقش مخاطر العولمة

mainThumb

21-01-2018 06:31 PM

السوسنة - ناقش لقاء منتدى الفكر العربي ، الأحد، خلال محاضرة للاكاديمي والباحث الدكتور محمد المعايعة "مخاطر العولمة وأثرها على الهوية والثقافة السياسية".
 
وتناول الدكتور المعايعة في المحاضرة تأثير العولمة على تطور الأيديولوجيات السياسية والمصداقية القومية السياسية المرتبطة بمبدأ تقرير المصير القومي، وما نتج عن ذلك من تعزيز وتقوية الهويات الأيديولوجية الفرعية القائمة على الثقافة والإثنية والدين وتوسع الاقتصاد الرأسمالي وعولمة الثقافة.
 
وأشار المعايعة إلى أن أخطر ما تقوم به العولمة عن طريق أجهزتها الإعلامية والوسائط الاتصالية هو محاربة الأفكار وضرب الاعتقاد وتفكيك روابط التمييز، أي تحطيم بئية الخصوصية وتفعيل سبل التعميم التي تنتجها رموز الرأسمالية الليبرالية، وهي تسعى إلى الاستثمار في رأس المال الثقافي لاستلابه قبل الاستيلاء على التراب والماء والهواء.
 
وأضاف أن مخاطر العولمة على الثقافة السياسية تعتبر أشد ألوان العولمة خطراً وهو عولمة الثقافة، بمعنى فرض ثقافة أمة على سائر الأمم أو ثقافة الأمه القوية على الأمم الضعيفة. فهي بهذا الجانب تعد أداة من أدوات الاستعمار الجديد يهدف إلى فرض الهيمنة بجميع أشكالها.
 
واوضح أن العولمة السياسية والثقافية تؤدي عن طريق اختراق الذهنيات إلى تبعية فكرية أكثر عمقاً من التبعية الاقتصادية. والغايه من هذا الفكر الإمساك بزمام العقل الذي تنقاد وراءه العوالم الأخرى.
 
وقال إن الهزات الثقافية والاجتماعية التي تحدثها العولمة لدي الشعوب المختلفة تؤدي إلى العديد من المظاهر السلبية، كالانسلاخ عن الثقافة والهوية الوطنيه والقومية.
 
ودعا إلى قدر كبير من الوعي لمواجهة تحديات العولمة وتزايد ظاهرة التبعية السياسية والثقافية والاجتماعية، وإلى بذل الجهود من أجل التبصير بالمخاطر، والإبداع في بث القيم الراشدة بالأسلوب المناسب عبر الآليات الجدية ، كما يجب مقاومة هذه الهيمنة الجديدة بالحكمة وبالطريقة الحسنه الفعالة. ً وقال أن الإسلام وحضارته لا يعرفان العزلة ويعترفان بالتعددية الثقافية والفكرية وباختلاف الأمم وحق كل أمه في البقاء وفي الدفاع عن خصوصيتها.
 
وأدار اللقاء وشارك في النقاش الأمين العام للمنتدى الدكتور محمد أبوحمّور الذي أشار في كلمته إلى أن العولمة كفكر وواقع لها تأثيرات وتداعيات متفاوتة شهدناها وسنشهدها في المستقبل، وعلينا التعامل بوعي شامل مع تحدياتها إزاء الثقافات وكذلك إزاء أدواتها الاقتصادية والسياسية الفاعلة.
 
كما أشار إلى أن فهم العولمة ينبغي أن يأخذ في الاعتبار أنها أحد التحولات في سياق فكري تاريخي تمثلت فيه الرأسمالية الجديدة بأعلى درجاتها، وهناك من وصف هذا التحول بأنه مرحلة استعمارية أعقبت الاستعمار التقليدي تهدف لفرض اقتصاد السوق. ودعا د. أبوحمور إلى إعادة صياغة النموذج الحضاري للوطن العربي الذي تتحقق من خلاله إرادة العمل الجماعي تجاه العدالة الاجتماعية والحريات الديمقراطية وأنسنة الفكر والتخطيط والتكامل الاقتصادي، مع التركيز على القواسم المشتركة والقيم الإنسانية في الفكر العربي والإسلامي.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد