آخر الدواء في إيران - سعاد عزيز

mainThumb

05-02-2018 10:53 AM

انطلاق الموجة الثانية من الانتفاضة الايرانية و تأكيدها على شعار إ"سقاط الديكتاتور"، أي خامنئي، دحض و فند كل التصريحات الرسمية الايرانية التي أشارت الى إن"الفتنة" في إشارة للإنتفاضة بحسب الادبيات الرسمية، قد تم إخمادها و إن الجمهورية الاسلامية الايرانية، قد نجت من مؤامرة خارجية لإسقاطها، رغم إننا يجب أن نشير الى إن التجمعات الاحتجاجية قد صارت بمثابة ظاهرة فرضت نفسها وهي لم تتوقف وظلت مستمرة رغم كل اساليب القمع و الاستبداد.
 
المحاولات الحثيثة التي قامت بها السلطات الايرانية من أجل إعادة الامور و الاوضاع الى ماقبل 28 ديسمبر 2017، أي اليوم الذي إنطلقت فيه الانتفاضة، لايبدو إنها ستلقى النجاح أبدا، على الرغم من إن المرشد الاعلى الايراني قد سعى لإسترضاء الشعب و الإيحاء بالعمل من أجل إصلاح الاوضاع الاقتصادية من خلال مطالبته بتحديد تدخلات الحرس الثوري و الجيس في الاقتصاد الايراني، فقد سأم الشعب كما يبدو الوعود و العهود المعسولة التي تطلق من دون أن تنفذ، ولذلك فإن ترديده لشعار الموت للديكتاتور في الموجة الثانية للإنتفاضة، هو رد مباشر للمرشد الاعلى، وقطعا إن إستهدافه يعني إستهداف النظام من أساسه الرئيسي الذي يرت?ز عليه.
 
مراجعة تعامل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مع الشعب طوال ال38 عاما المنصرمة، تؤكد في خطها العام بأن هذا التعامل لم يتقدم ولو خطوة إيجابية واحدة للأمام بإتجاه خدمة الشعب الايراني، بل إن الاوضاع تسوء عاما بعد عام حتى صارت لا تطاق أبدالأنها تعدت و تجاوزت كل الحدود، ولذلك فإن الانتفاضة التي إنطلقت في 28 ديسمبر 2017، إختلفت جذريا عن إنتفاضة عام 2009، إذ لم يعد هناك مايعول عليه الشعب و يبني عليه الامال، بل صار أشبه باليائس الذي تقطعت به السبل ولم يعد أمامه من سبيل إلا مواجهة الاوضاع و السعي من أجل تغييرها جذريا وهو لايم?ن أن يتم إلا من خلال إسقاط النظام، ولذلك ?ان إصراره على شعار الموت للديكتاتور.
 
آخر الدواء الكي، وإن آخر الدواء لإيران بحسب ماقد تداعى عن الانتفاضة الايرانية الاخيرة، هو تغيير النظام جذريا، ولاسيما وإنه قد إتضحت له زيف و كذب مزاعم الاصلاح و الاعتدال إذ لم يقدم روحاني أية مكتسبات و منجزات للشعب، وهو ماظهر واضحا في ترديد شعار الموت لروحاني، أي إن مناورات روحاني لم تعد تجد نفعا و تبين عقمها كعقم النظام بالنسبة للشعب، وإن شعار الموت للديكتاتور الذي لايتخلى عنه الشعب و يصر عليه إصرارا ملفتا للنظر، صار آخر الدواء في إيران و الذي لامناص منه أبدا.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد