إدلب .. ماذا عن معركة سراقب الاستراتيجية!؟ - هشام الهبيشان

mainThumb

06-02-2018 09:19 AM

تزامناً مع المعلومات المؤكدة  القادمة من ميدان العمليات العسكرية  الكبرى الجارية  في ادلب وحلب والتي تؤكد  أن قوات الاقتحام الخاصة في الجيش العربي  السوري  و بدعم جوي سوري - روسي  ، هي التي تقود معارك تحرير مناطق جنوب وجنوب غرب حلب وشرق وجنوب شرق ادلب ، وهذه القوات  يعرف عنها تمرسها وخبرتها وحنكتها العسكرية بقيادة مثل هذه العمليات الكبرى ، فهذه القوات  قادت مؤخراً  معارك تحرير مدينة الميادين الواقعة على الضفاف الغربية لنهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي ومعارك البوكمال شرق دير الزور ، وهنا وليس بعيداً عن خبرة وقوة هذه القوات وليس بعيداً عن الأهداف الاستراتيجية لمعارك ارياف حلب الجنوبية الغربية والجنوبية وارياف ادلب الشرقية والجنوبية الشرقية، فمجموع هذه  العمليات يسير وفق خطط حسم المرحلة الأخيرة من تطهير  مناطق واسعة من محافظة  ادلب وصولاً لتطهير معظم محافظة حلب بمجموعها من البؤر الإرهابية المتواجدة في مناطق معينة ومحدّدة يتم استأصلها وفق اولويات الميدان العسكري، وعلى الجانب الآخر من عمليات الجيش التحضيرية  لمعارك تحرير   ارياف ادلب ، فقد بدأ العمل فعلياً لنقل زخم عمليات الجيش العسكرية من الريف الجنوبي  لادلب نحو مناطق اوسع من الريف  الجنوبي الغربي والشمالي الغربي ، وصولاً لمعرة النعمان  وخان شيخون ولاحقاً جسر الشغور بعد أن تم السيطرة تقريباً نارياً على محيط بلدة سراقب الاستراتيجية  ، ومجمل هذه العمليات بالتأكيد يتم التحضير لها بعد الانتهاء من حسم معركة ارياف حلب الجنوبية والجنوبية الغربية والتي تتم ضمن خطط محكمة وعمليات نوعية دقيقة ، استعداداً لإطلاق المرحلة الثانية من عمليات تحرير بعض المناطق الاستراتيجية  كما ذكرنا أعلاه في ارياف ادلب ،والتي بدأت توضع على سلم الاولويات .
 
 
 
هذه العمليات المستمرة لقوات النخبة والتي تساندها وحدات الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة وإسناد الطيران الحربي السوري والروسي ،تستهدف تحقيق مجموعة اهداف رئيسية ، قد يكون أبرزها  مرحلياً هو تطهير  كامل الريف  الجنوبي والغربي لادلب وصولاً لتطهير بعض البؤر الإرهابية المتبقية بريف اللاذقية الشمالي الشرقي  من إرهابيي تنظيم النصرة الإرهابي ، خصوصاً بعد ان تحول الريف  الجنوبي والغربي لادلب  إلى نقطة وقاعدة تجمع وانطلاق لإرهابيي تنظيم  النصرة ومن معها وتهديد لمحافظة حماه واريافها الشرقية والغربية والشمالية ولريف اللاذقية الشمالي ، بالاضافة إلى مجموعة اهداف اخرى ومن جملتها قطع الطريق على الخطط الأمريكية – التركية  الهادفة إلى خلط الاوراق بمعادلة معارك  الشمال السوري والحديث عن مناطق أمنة يكون رأس الحربة لها محافظة ادلب ، والكل يعلم ان الهدف  من الحديث التركي – الأمريكي  ، هدفه الرئيسي  هو فرض وجود أمريكي – تركي باطراف  وعمق ادلب ، يكون عبارة عن ورقة ضغط عسكرية – سياسية  مركبة ضد سورية وحلفائها  .
 
 
 
 
هنا وبالعودة لعمليات الميدان ،وبهذه المرحلة ، والتي اصبح بها الجيش العربي السوري والحلفاء على بعد كيلو مترات معدودة  وسيطروا نارياً على محيط  بلدة سراقب   الاستراتيجية وبذات الاطار وعلى محور مهم  جداً بمسار العمليات الميدانية  تم السيطرة نارياً كذلك على اوتستراد دمشق – حلب ، وهنا يمكن القول ان الجيش العربي السوري  قد بدأ فعلياً بتفعيل مجموعة خطط  استراتيجية  لتحرير  مناطق واسعة وبعمليات نوعية وخاطفة من ارياف ادلب الغربية والجنوبية الشرقية  وحلب الجنوبية والغربية ، فتحرير  سراقب على سبيل المثال يعني فعلياً بدأ مسار جديد لمعركة تحرير  ريف ادلب الجنوبي الغربي وصولاً للريف الشمالي وفك الحصار عن كفريا والفوعة  وفتح الطريق بإتجاه إدلب المدينة ، فـ سراقب  تقريباً  تحتل مكانة استراتيجية بجغرافيا محافظة ادلب ، وتحريرها  سيؤدي حتماً لتشتيت قوى وتجمعات تنظيم  النصرة الإرهابي، وحصر وعزل هذه القوى والتجمعات بمناطق محددة سيتم التعامل معها وفق الخطط العسكرية ، وهذا الحصر والعزل سيسهل على الجيش العربي السوري والحلفاء بمرحلة لاحقة  قريبة جداً  التقدم باتجاه العمق الاستراتيجي للريف  الجنوبي الغربي ، وسيسهل حتماً معركة فك الحصار عن كفريا والفوعة .
 
 
 
 وهنا وليس بعيداً عن معركة   سراقب الاستراتيجية  ،وعن مجمل معركة تحرير محافظة  ادلب ، فمعركة ادلب  تعني الأطراف الدولية والاقليمية المنخرطة بالحرب على سورية ، فهناك أطراف عدة تعنيها هذه المعركة، فالأتراك  المنغمسون بحرب وعملية غزو غصن الزيتون  جديدة لسورية لا يريدون أن يتلقوا هزيمة جديدة وخصوصاً ان الانظار بمجموعها بدأت تتجه إلى  لمعارك ادلب بعد فشل الأتراك بمعارك عفرين ، فالأتراك يتخبطون اليوم بمعارك الشمال السوري وقد  تكررت هزائمهم مؤخراً بمناطق عدة من مثلث ارياف ادلب وحلب وحماه وصولاً لعمليات الجيش والحلفاء بعمق محافظة ادلب ، فحديث السوريين وحلفائهم عن بداية  معركة  سراقب تحديداً ، بدأ يقض مضاجع الأتراك وهذا الامر ينسحب كذلك على  الأمريكان وحلفائهم ،وهو بالتالي خسارة جديدة وكبيرة للأمريكان ومن معهم ، فاليوم عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه تتجه إلى تصعيد وتيرة المعركة بعمق  ارياف  ادلب وحلب وعلى مراحل  وصولاً  إلى ما بعد  سراقب والعين على  كامل محافظة ادلب ، ولذلك اليوم نرى أن هناك حالة من الترقب من التركي - الأمريكي لمسار معركة ما بعد سراقب .
 
 
 
ختاماً ، هنا يجب التنويه إن تحرير  سراقب وما بعدها ،ليس بالمهمة السهلة بل يحتاج لوقت وعمل طويل نوعاً ما فـ تنظيم  النصرة ومن معه سيقاتل باستماته  بسراقب ، والأمريكي كما التركي سيحاول حتماً اعاقة تقدم الجيش العربي السوري نحو سراقب وما بعدها ،وذرائعة جاهزة ومنها الملف الانساني والمدنيين والكيماوي ،وهذا ما تدركه القيادة العسكرية للجيش العربي السوري وحلفاؤها ،ولكن هذا التحرير ومهما طالت مسارات عمله من شأنه إحداث تغيير جذري في الخريطة العسكرية ،وتحرير  سراقب تحديداً سيكون له تداعيات كبرى على الأرض، ومن المتوقع أن يشكل وفق نتائجه المنتظرة انعطافة كبيرة اتجاه وضع حد للحرب على سورية.
 
 
 
*كاتب وناشط سياسي – الأردن .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد