عنتريات الآخرين .. دماؤنا وجثث قتلانا! - يارا الأندري

mainThumb

19-02-2018 09:23 AM

 طالعنا بالأمس مستشار خامنئي، علي أكبر ولايتي متبجحاً أن "جبهة المقاومة في العراق وسوريا ولبنان"، في إشارة إلى الفصائل التي تدعمها إيران، ستهزم الأميركيين وتطردهم من شرق الفرات، وهو بذلك افتتح مرة جديدة وإن كلامياً حرباً إيرانية على أرض الآخرين.

 
حرب "عنتريات"، ومعارك طواحين بالوكالة في العراق وسوريا ولبنان.
 
فـ"الكباش" بين القوتين الأميركية والإيرانية لا بد له أن يترجم، وبطبيعة الحال لا يمكن لعاقل أن يتخيل أن حرباً مدمرة ستندلع بين البلدين مباشرة، وإنما دوما على أراضي "المستضعفين".
 
هذا الاحتقان لا بد أن "ينفس" في سوريا والعراق أو أي مكان آخر.
 
لسوء حظنا أننا نحن مواطنو تلك البلدان الملعونة غالبا ما ندفع ثمن هذا الكباش وغيره، دمارا وأرواحا وجثثا.
 
في سوريا أبت أميركا الانسحاب متذرعة أنها لن تترك الأراضي السورية إلا بعد هزيمة داعش، مؤكدة أنها تدافع عن الشعب السوري. هي نفسها أميركا التي أتحفت السوريين لسنوات بخطابات عالية السقف، مهددة بعظائم الأمور إن تمادى الأسد... لكنه تمادى ولسنوات، وغمس يديه عميقا في أعناق المئات والآلاف.
 
ففي استعادة خاطفة لما جرى على مدى 7 سنوات من الحرب الدائرة في سوريا، حيث وقف الجميع متفرجا على الدماء تسيل وتهرق حتى الممات، تسقط كافة الحجج.
 
كشفت التغريبة السورية مواقف العديد من الدول التي ادعت دفاعها عن الشعب السوري، ولعل آخر من التحق بالقافلة تركيا، التي فتحت لسنوات حدودها لآلاف المقاتلين الأجانب الذين التحقوا بالنصرة وداعش. ويأتي بعدها من يتحدث عن جبهة وجبهات ما بين العراق وسوريا ولبنان.
 
حتى إن بعض الأصوات الإيرانية ذهبت أعمق، مؤكدة أنها رسمت وانتهت هلالها الرابط ما بين العراق وسوريا ولبنان، وهي فعلت في الواقع، وعلى مرأى من القاعدة الأميركية شرق الفرات التي تتمسك أميركا ببقائها!
 
كيف إذا حصل ذلك؟
 
حصل ببساطة وفق خريطة لتقاسم الحصص ورسم خارطة النفوذ النهائية ما بين أميركا وروسيا وإيران وتركيا.. فوق الوطن السوري النازف.
 
حصل توازن الرعب هذا، على وقع نغمة أميركية جديدة مبطنة خافتة، مهربة وراء كواليس مصادر دبلوماسية مطلعة، "أقرت" وفق القاعدة البراغماتية، أن إسقاط الأسد بات مسألة ثانوية، وهو بات وراء ظهر كافة المعنيين بالملف السوري.
 
مرة جديدة تأتي الحرب السورية كما غيرها من الحروب التي أنهكت سابقا عدة شعوب، سواء في لبنان أو العراق وسوريا وغيرها، لتؤكد أن الدول لا تذرف الدموع على الموتى، لا يرف جفنها، ولا يرتجف قلبها.
 
إنها المصالح وهدير التسويات التي تعلو دوما فوق أي "تغريبة" مهما بلغت مآسيها، و دماؤها، وجثث قتلاها!
 
أما المعارضة السورية وموقفها... فأمر آخر يحتاج لمقالات ومقالات ترسم حجم السقطات والهزائم والإخفاقات التي ارتكبتها ولا تزال تحت شعارات رنانة ومزايدات رعناء.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد