عن التصدي العربي للتدخلات الايرانية - سعاد عزيز

mainThumb

08-03-2018 08:57 AM

تعتبر التدخلات الايرانية في المنطقة واحدة من أهم المشا?ل الرئيسية التي تعاني منها البلدان العربية خصوصا بعد أن تم?ن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من شرعنة و قوننة تدخلاته و جعل منها أمرا واقعا، وأخطر مافي هذه التدخلات إن طهران لها أذرع في تلك البلدان يستخدمه ?يد طويلة لتهديد و إبتزاز بلدان المنطقة، وقد ?انت قضية التدخلات الايرانية خلال الاعوام الاخيرة الشغل الشاغل لبلدان المنطقة خصوصا بعد أن وصل النفوذ الايراني الى اليمن و بات يهدد البلدان الخليجية و في مقدمتها السعودية بل وحتى هناك تلميح بعبور البحر الاحمر الى الضفة الاخرى، وقد تم عقد عدد ?بير من الاجتماعات لبحث ذلك و?ان اخرها إجتماع الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، وفي حضور الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، للبحث في التصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية.
 
التدخلات الايرانية في المنطقة و بعد أن تجاوزت ال?ثير من الخطوط و المستويات و وصلت الى حد إسقاط الانظمة و فرض أنماطا سياسية ـ ف?رية طارئة و غريبة عن المنطقة، لم يعد للصمت عنها من معنى بل وحتى إن الصمت يعني إنتظار التدخلات أن ت?مل مسارها و تبتلع البلد بعد الآخر، وإن الاوضاع الغريبة و غير الطبيعية التي جرت و تجري في البلدان التي تخضع للنفوذ الايراني، تعطي قناعة ?املة بأن هناك ليس مخطط خطير فقط وانما مشروع مضاد للعالمين العربي و الاسلامي يتم تنفيذه بصورة واضحة على الارض.
 
الاجتماعات العربية و الاسلامية المتباينة بشأن الموقف من التدخلات الايرانية في المنطقة، لم تسفر لحد الان عن وضع برنامج أو خارطة طريق محددة من أجل مواجهتها، وانما لازالت دون المستوى و الطموح المطلوب، خصوصا وإن الاحداث و التطورات تدل بصورة أو أخرى على إن الخطر لايزال يتعاظم سيما وإن أذرع النظام الايراني في بلدان المنطقة و التي يعمل المشروع الايراني على قوننتها ومنحها غطائا شرعيا، أمر يتم على قدم و ساق، ?ما يتوضح بش?ل خاص في تأهيل الميليشيات المسلحة في العراق و تهيأتها من أجل دخول الانتخابات القادمة ?ي تصبح قوى ضغط سياسية للنظام الايراني.
 
النظام الايراني الذي أباح لنفسه حق التدخلات و مستمر بصورة أو بأخرى في توسيع دائرتها و العمل الدؤوب من أجل جعلها في خدمة أهدافها و مخططاتها والان?ى من ذلك إنها تتدخل بمبررات من قبيل"مظلومية الشيعة"، في بلدان المنطقة ?ما يزعم أو لنصرة الشعوب المضطهدة بمعنى إن بلدان المنطقة لها أنظمة قمعية دي?تاتورية، لازالت بلدان المنطقة تقف موقفا سلبيا من إستخدام الورقة الايرانية ?ما يجب خصوصا وإن الشعب الايراني قد قام بإنتفاضتين ?بيرتين لحد الان ضد النظام و طالب بإسقاطه وبموجب القوانين و الانظمة الدولية المرعية من حق بلدان المنطقة بش?ل خاص أن تدعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و تؤيد القوى السياسية الفاعلة على الساحة وفي مقدمتها المجلس الوطني للمقاومة الايرانية التي أثبتت دورها في الانتفاضة الاخيرة، وإن من الحق الشرعي و القانوني أن ترد بلدان المنطقة على النظام الايراني بالمثل و تدحم و تساند قوة وطنية حقيقية و ليست مختلقة و عميلة ?ما هو الحال مع التنظيمات و الميليشيات التي أسسها النظام، وإن وضع استراتيجية عربية ـ إسلامية بهذا الصدد من شأنه أن يغير ?ثيرا من الاوضاع لصالح بلدان المنطقة.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد