سر المحروقات الأسود

mainThumb

17-03-2018 09:59 PM

لم يستطع أحد من الأردنيين، كشف السر وراء أسعار المحروقات المرتفع الذي يعانيه المواطن الأردني، فعجز أهل الاختصاص والمواطن العادي، عن حل اللغز وراء ارتفاع المحروقات، فهم يرون في سعر المحروقات اجحافا كبيرا، على المواطن خاصة وأن السواد الأعظم من المواطنين يعتبرون تحت خط الفقر، فالأجور والرواتب متدنية ومع ذلك كل شيء في ارتفاع وخاصة المحروقات التي لا يجد لها المواطن وجها للارتفاع أو مبررا يمكن أن يطمئن اليه.

المحرقات تدخل في كل نشاطات الحياة، من المخبز الى المواصلات الى الكهرباء، وتعتبر من مدخلات الانتاج لأي سلعة، سواء في مراحل التصنيع أو النقل والتوزيع، والمعضلة الكبرى أيضا أن المحروقات تقتص من كل السلع، فهم يرفعون البنزين وباقي المشتقات، ثم يرفعون الكهرباء لأنها تعتمد على المحروقات في انتاجها، ثم يضيفون بندا على فاتورة الكهرباء، يسمى (فرق سعر المحروقات)! وهذا الأخير يوازي كل الرفع، فهم يبيعون المحروقات بأعلى من سعرها العالمي بأضعاف، فيربحون ثم يرفعونها على الكهرباء، وهذا البند "فرق السعر" الذي يصل في بعض الفواتير لمواطنين الى عشرات الدنانير، وفي مؤسسات الى مئات الدنانير، يأتي ربحا خالصا بلا جهد، ما جعل المواطن يزداد حيرة في سر هذا الأمر، حتى عده من الغيبيات التي لا دليل قطعيا عليها.

لعل من أسرار رفع المحروقات، وخاصة في فاتورة الكهرباء، البند (فرق سعر المحروقات) وهذا ما تفتق عنه ذهن الحكومة والقائمين على نهب الشعب بلا مبرر، عندما رأوا اقبال المواطن والمؤسسات على استخدام الطاقة المتجددة، هروبا من تغول الكهرباء عليهم، ظنا منهم أنهم يخرجون من تحت نيرها، لكنها تنبهت لذلك ووضعت هذا البند حتى يبقى المربح قائما يدفعه المواطن عنوة حتى لم يأخذ من شبكة الكهرباء شيئا!!. 

رغم كل الغموض الذي يلف ملف المحروقات وكيفية بيعها على المواطن الا أن السر يظل معروفا الى الناس وواضحا وضوح الشمس، لكنهم يتحاشون ذكره او الإشارة اليه، خوفا من شر.."بسم الله الرحمن الرحيم"، وهذا ما درجوا عليه في ثقافتهم، من تحاشيهم ذكر الجن والعالم الغيبي، خوفا من اغضابهم أوحضورهم وازعاجهم لمن يذكرهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد