خمسون بعد الإنتصار - د.محمود العمر العمور

mainThumb

19-03-2018 04:22 PM

يسجل التاريخ بين طياته معارك وغزوات كثيرة، فيها منتصر ومهزوم، وفيها شرف وعار، ولا يعني الانتصار الشرف دوما ولا الهزيمة العار، فمنتصر ظالم مغتصب مكبل في سلسلة العار، ومهزوم يدافع عن عرضه وكرامته يمتطي صهوة الشرف، معركة قامت على أتفه الأسباب تلبس ثوب الذل العار، وأخرى قامت على غاية نبيلة تلبس تاج العز والشرف.
 
فكيف بمعركة جمعت كل الشرف، الإنتصار، الدفاع عن الكرامة والوطن، ووضع حد لظالم مغتصب متكبر، إنها إسم على مسمى، كرامة المكان والزمان والإنتصار، خمسون عاما مضت ولم تزل في ذاكرة الكرامة كرامة، وستبقى خالدة في صفحات مجد الأمة، ترفرف رايتها فوق همامات الرجال، قصة فخر يرويها جيل بعد جيل، صنعها الآباء في زمن نكبات ونكسات عز فيه الانتصار.
 
ثلة مؤمنة قاتلت ببسالة، تقاوم الطائرات والدبابات والعربات والجنود، قاتلت بكل ماهو متاح لديها حتى السلاح الأبيض، لتنزل الهزيمة بالجيش الذي قيل أنه لا يهزم، ليفر من ساحة المعركة تاركا جثث جنوده الجبناء، ومعداته المدمرة، ليشرب قادته كأس الذل والعار والهزيمة بعد أن ظنوا أنهم سيشربون القهوة في جبال عمان في سويعات، أصبحت دهرا ثقيلا من المرارة والهزيمة.
 
 وتمضي خمسون بعد الانتصار، وتبقى عمان شامخة بجبالها، وغور الأردن يسطر ملاحم تاريخية، وينضم شهداء الكرامة إلى قوافل الشهداء، أبي عبيدة ومعاذ وشرحبيل رضي الله عنهم، ويظل الأردنيون من شتى المنابت والأصول، في حضرهم وريفهم وباديتهم ومخيماتهم، جنودا مرابطين في ارض الكرامة، الأرض المقدسة المباركة، بلاد الشام وما حول المسجد الأقصى، أرض الحشد والرباط


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد