عن العقوبات الاوربية الجديدة على إيران - سعاد عزيز

mainThumb

21-03-2018 09:08 AM

سعي بريطانيا و فرنسا و ألمانيا، لحشد التإييد لمعاقبة إيران بسبب برنامجها الصاروخي و تدخلاتها في المنطقة، هو بالاساس من أجل تلبية مطالب الرئيس الامريكي ترامب من جانب، ولمنع إنهيار الاتفاق النووي من جانب آخر، لكن السؤال هو: هل ستتمكن هذه العقوبات من تحقيق أهدافها؟
 
على الرغم من الشكوك التي تحوم حول مصداقية النوايا الايرانية بشأن إلتزاماتها حيال الاتفاق النووي و ماذكر عن خروقاتها و إنتها?اتها المستمرة للإتفاق، لكن ومع ذلك فإن الاتفاق قد تمكن من كبح جماح نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و عرقلة مساعيها من أجل إمتلاك القنبلة الذرية، لكن المشكلة تكمن في مدى تمكن هذه العقوبات الجديدة من دفع طهران لإيقاف و تحديد برامجها الصاروخية و لتدخلاتها في المنطقة.
 
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبعد أن كبل نفسه بالاتفاق النووي الذ أسدل ستارا ولو الى حين على طموحاته لإمتلاك اسلحة ذرية، سعى وبكل جهد للعمل من أجل تدارك الخلل الذي حدث بسبب من الاتفاق الذي فتح ثغرة في جداره الامني، ولذلك فقد كان طبيعيا أن يسعى لسد تلك الثغرة و التغطية على ذلك النقص بالتركيز على ملفين وهما؛ برامج الصواريخ الباليستية و توسيع نطاق التدخلات في المنطقة، من أجل الاحتفاظ بهما كورقتين فعالتين ضد بلدان المنطقة و العالم من جانب و كضمانين من أجل تنفيذ و إنجاح مشروعه السياسي ـ الفكري في المنطقة.
 
اليوم، إذ تطالب البلدان الاوربية النظام الايراني بالتخلي عن برامجها الصواريخية و إنهاء تدخلاتها، فإن هذا المطالبة ثقيلة جدا على طهران الى الحد الذي ليس بإمكانها تحملها، خصوصا وإن هناك ترابط بين البرامج الصاروخية و بين التدخلات في المنطقة ولعل مايحدث في اليمن خير دليل على ذلك، إذ أن استخدام الحوثيين"ذراع إيران في اليمن"، للصواريخ في ضرب السعودية خير دليل عملي على ذلك، ناهيك عن إن طهران قد إستخدمت صواريخها الباليستية في سوريا و العراق أيضا.
 
المشكلة بل و العقدة الاساسية التي تقف بوجه المطالبة الاوربية تتحدد بشكل خاص في التدخلات الايرانية في المنطقة و التي تعتبر احدى الركيزتين الاساسيتين في بناء و قيام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جانب ركيزة قمع الشعب الايراني وإن تخليه عنها يعتبر بداية جدلية لإنهياره و سقوطه، ولذلك فإنه من المستحيل أن ينصاع النظام الايراني لهذا المطلب بل وإن الالتفاف عليه و إستخدام شتى الاساليب و الطرق التمويهية و المخادعة من أجل إجهاضه و إراغه من محتواه، أمر وارد جدا.
 
العقوبات الجديدة المقترحة وإن كان النظام يتأثر من جرائها ولكن الذي يدفع فاتورتها و ضريبتها الحقيقية هو الشعب الايراني، وإن المجتمع الدولي و عوضا عن إشغال نفسه بهكذا عقوبات محدودة النتائج و لاتتمكن من تحقيق الاهداف و الغايات المرجوة من ورائها، من الافضل إبدالها بدعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية الى جانب الاعتراف الرسمي بالمقاومة الايرانية و تفعيل ذلك الاعتراف بما يؤكد للشعب الايراني من إن سياسة المهادنة و المسايرة و المداهنة مع النظام قد إنتهت الى غير رجعة، وهو ماسيكون له تأثير كبير جدا على الاوضاع القائمة في إيران و إحتمال أن تنقلب رأسا على عقب لصالح الشعب الايراني.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد