عباس النوري «ابوعصام باب الحارة» يكشف عن قصة صادمة

mainThumb

23-03-2018 03:44 PM

السوسنة - كشف الفنان السوري عباس النوري المشهور بشخصية "ابو عصام" في المسلسل الدرامي "باب الحارة"، عن قصة صادمة عاش تفاصيلها قبل سنوات ماضية وتعكس مدى رباطة جأش والدته وصبرها اثناء وفاة جدته، كما كشف عن كفاح والدته وعملها بمهن شاقة لتأمين العيش الكريم لأسرته، موجها في نفس الوقت معايدة مميزة لأمه ولجدته، بدون ان ينسى معايدة الأمهات العربيات ايضا في مناسبة عيد الام.

  
وكتبت الممثل السوري عباس نوري تدوينة طويلة بمناسبة عيد الام استذكر فيها تفاصيل عن كيفية تصرف والدته  اثناء مرورها بأقسى لحظة في حياتها وأصعبها عندما توفيت والدتها، وكتب قائلا :"دخلت بيت أهلي كعادتي متأخراً ..( أيام الشباب ) .. كل العائلة نائمة في البيت العربي الكبير في حارتنا العتيقةوالساعة تشير في يدي إلى الرابعة والنصف فجراً، هدوءُ وصمت يلفان أنحاء البيت .. وحدها الرهبة من إستيقاظ والدي كانت هاجسي وأنا في طريقي إلى غرفتي ..وصلتني تمتمات خافتة بصوت أمي وهي تصلي الفجر في غرفة الجلوس .. توقفت".
 
 
وتابع :" رأيت باب الغرفة ليس مغلقاًكما يجب فأكملت فتحه بهدوء لأرى أمي في ثياب الصلاة راكعة على السجادة وأمامها والدتها نائمة كأنها قبلتها بالصلاة .. لم تلتفت أمي وأكملت إنسجامها مع صلاتها، وهممت بإغلاق الباب عليهما لولا أن لفتني منظر جدتي النائمة وقد وضع الغطاء عليها بشكل كامل ... فتوقفت".
 
واضاف :" أنهت أمي صلاتها وسلٌمت على الملائكة (السلّام عليكم ورحمة الله ) ثم أغلقت القرآن الكريم الذي كانت قد وضعته مفتوحاً فوق جسد جدتي .. قبلته ثلاث مرّات ووضعته على رأسها ثم إلتفتت لي قائلة بقوة وصبر أعجز عن وصفه: توفت ستك وما بدي ازعج حدى فوت نام حبيبي لنشوف شو الله بيكتب من هون للصبح ...... انتهت القصة .. وقعت هذه الحادثة عام 1989 وكنت خاطباً لزوجتي".
  
واستذكر صاحب شخصية ابو عصام كفاح جدته ووالدته وفخره بهما قائلا :" .. جدتي لأمي عملت خادمة في بيوت الأكابر والأغنياء لكنها ماتت أكثر منهم غنىً بإنسانيتها، كذلك أمي عملت في مصانع الريجي بصناعة التبغ والتنباك وفي خياطة العباءات وتطريزها وبنت مع والدي أسرة كبيرة (11) ولد .. كانت ثلاث أرباع سنواتها فقراً وتعباً وإنهاكاً وصراعاً مع ظروف لاتنتهي تفاصيلها ولازالت تقطر إيماناً وصبراً على كل شيء..ولازالت تحتفظ ببعض الأواني النحاسية التي أسست بها مطبخها بعد أن أشترتها من حر مالها".
  
واشار في تدوينته وجوب التنبه الى ان لـ "كل أمهات العالم لهن خصوصية ما !!! وكلنا نتطلع إلى أمهاتنا وقد تملكنا الإحساس العالي بالتقصيّر ووجوب التعويض حباً بالرضى وإقتناعاً تاماً بأننا عندما نصل إلى بعض الإحساس بذلك نكون قد إتصلنا مباشرة برضى النفس و رضى الخالق".
  
ووجه كلمات مؤثرة لوالدته قائلا لها :"أشهد الآن بأني لازلت مقصراً أمام تعبها وصبرها وإبتساماتها الذكية وأشهد بأن دعواتها كانت تحفزني ولم تدفعني يوماً إلى الإتكال وأشهد بأن كل دمعة منها كانت ولازالت تؤلمني ولا ولن أعرف تعويضاً مناسباً يكفيها. !!!!!وأشهد. وأشهد. وأشهد ... أن لاوجع لأي مرض واجهته أبداً كوجع الأمان لأولادها ... أشهد بأنها المخلوق الأكثر جدارة بالحياة ..ولازالت الأواني النحاسية حاضرة كالأهرامات تذكر بالقدرة على الإنجاز والتحصيل".
 
ثم استذكر بعضا من كلمات جدته الراحلة، وقال "ولازالت كلمات جدي حاضرة فيها حين كان يقول ( أوعك تكبر بلا طعمة ..)، ولازالت الفاضلة (شفيقة)... شفيقةً بكل ما هو في حياتها ... دونها !!! الفاضلةأمي  أدامك الله مبتسمة وقوية وقادرة على الأيام كل عام وأنت بألف خير، الولد الخامس عباس النوري".

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد