تدمير البلدان بطلب من شعوبها! - سعاد عزيز

mainThumb

24-03-2018 11:27 AM

"إن تواجدنا في المنطقة جاء بطلب من الحكومات، إذ حيثما ذهبنا كان من أجل أن حكومات وشعوب المنطقة طلبت منا ذلك، كانوا يريدون المساعدة فقدمنا لهم ذلك، قمنا بتقديم المساعدة بدافع منطقي وعقلاني"، هكذا برر المرشد الاعلى الايراني عن تدخلات نظامه في بلدان المنطقة، بعدما تزايدت ردود الفعل العربية و الاسلامية و الدولية المستنكرة و الشاجبة لهذه التدخلات.
 
التبريرات المثيرة للتعجب و السخرية في نفس الوقت لخامنئي بشأن التدخلات السافرة لنظامه في بلدان المنطقة والذي ذكره في خطاب ألقاه مؤخرا بمناسبة العام الايراني الجديد، قائلا وهو يقارن نظامه بالبلدان الكبرى قائلا:"المتطفلين الدوليين الذين يريدون التدخل في جميع القضايا الداخلية لمختلف مناطق العالم، يحتجون علينا ويقولون لماذا يتدخل الإيرانيون في سوريا والعراق ودول أخرى"، وتساءل: ما علاقتكم بذلك؟!"، وهو بذلك يسعى للتمويه و التغطية على تجاوزات و إنتهاكات نظامه في بلدان المنطقة و إرتكابه جرائم و مجازر فيها من أجل تنفيذ مخططات مشبوهة فيها.
 
هذا الموقف المثير للسخرية و التهكم يأتي في وقت طالب فيه الشعب الايراني في الانتفاضة الاخيرة و بصورة صريحة بإنهاء تلك التدخلات ومن إنها في غيڕ صالحه، كما يأتي في وقت ذ?رت فيه تقارير بأن حجم المبالغ التي صرفها النظام الايراني على الميليشيات التابعة له في المنطقة قد تجاوزت ستة عشر مليار دولارا، علما بأن الشعب الايراني يعاني من الفقر و المجاعة و الحرمان وهو بأمس الحاجة لتلك الاموال لكي تصرف على مختلف إحتياجاته.
 
خامنئي عندما يطلق هكذا تصريحات فإنه يصور التدخلات الايرانية بأنها من أجل صالح بلدان و شعوب المنطقة وإنها بطلب منهم و لصالحهم ولكن الاحداث و التطورات الجارية في بلدان المنطقة تدل و بصورة واضحة على خلاف ذلك تماما، ولاسيما وإن الصراعات و الانقسامات و الفتن و المواجهات الطائفية في بلدان المنطقة كلها كانت بسبب التدخلات الايرانية التي يشرف عليها الحرس الثوري الايراني و التي وصلت الى حد التلاعب بالبناء الديموغرافي لشعوب تلك البلدان.
 
شعوب و بلدان المنطقة قد دأبت و بصورة مستمرة على رفع أصواتها مطالبة بإنهاء هذه التدخلات السافرة التي أثرت سلبا عليها، إذ صار واضحا بأن تلك التدخلات كانت ولازالت لصالح أهداف و غايات مشبوهة للنظام ولاعلاقة لها البتة بمصالح شعوب و بلدان المنطقة، وإن الزعم بأن بلدان و شعوب المنطقة هي من طلبت هذه التدخلات فإن ذلك مخالف للمنطق و الصواب جملة و تفصيلا ذلك إنه ليس هناك من شعب أو بلد يطلب من بلد آخر التدخل فيه لتدميره!!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد