وتيرة الظلم والاحباط ارتفعت يا سيدي

mainThumb

24-03-2018 04:13 PM

مولاي صاحب الجلالة

ان حال السواد الاعظم من الشعب الاردني هذه الايام اشبه بحال من ينام وسط القبور فلا شيء يلازمه سوى الخوف والكوابيس التي تقض المضجع وتحرمه لذيد النوم وتبقيه في حالة من الوسن والفزع الشديد فلا ضامن ولا امان من عاديات الايام كيف لا وحجب الغيب التي لا تنم عن مستقبل واعد اخذة بالتكشف رويدا رويدا ومرد ذلك ياسيدي قرارات حكومية جائرة لاتتوقف عند حدود المعقول ولربما يبخل عليك البعض بالمعلومة الصادقة لكن الحقيقة الصادمة ان هذا الشعب يحتضر فكثير قد باعوا اراضيهم وبيوتهم من اجل سد العجز المالي او من اجل تدريس اولادهم وانت تعلم ياسيدي ان التعليم في الاردن ليس بالمجان بل تضاهي تكاليف السنة الدراسية في الاردن نظيرتها في أي جامعة من جامعات الشتات  اضف الى ذلك ان الشريحة العظمى من ابناء هذا الوطن هم عبارة عن موظفين في قطاع حكومي او في سلك القوات المسلحة والاجهزة الامنية وهذه الشرائح الثلاث تعاني الامرين وضيق ذات اليد بسبب تدني الرواتب وارتفاع تكلفة المعيشة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان متوسط عدد افراد الاسرة لدى هذه الشرائح يتجاوز الخمسة افراد في العائلة الواحدة وقد سعت الحكومة بقصد او بدون قصد من تضييق الخناق عليهم بالضرائب الجائرة واغلاق الباب امام اي زيادة على الرواتب منذ سبع سنوات على التوالي فنحن نعرف ان الضرائب يجب ان تجاريها زيادة معقولة على الرواتب التي تقزمت ووصلت الى درجة الاضمحلال وهناك اسر اردنية اصبحت عاجزة عن شراء الخبز فما بالك ببقية مستلزمات الحياة اليومية.
 
اما الشق الثاني الذي يورق المواطن فهو التطاول على المال العام من قبل عدد كبير من الفاسدين الذين هم بكل اسف بموقع المسؤولية وهذا امر يدعو الى الاسى والحزن فالمواطن عندما يرى ثمار اتعابه التي من المفترض ان تكون لنمو الاقتصاد ورفعة الوطن تذهب الى جيوب هولاء الاشخاص الذين لا يعرفون من ابجديات الوطن سوى شم النسيم على حساب الطبقات الكادحة لا بل يصاب المواطن بغصة بالحلق كون هولاء الاشخاص اصحاب قصور ورساميل خارج الوطن يهربون اليها عندما يحتاج الوطن لابنائه الذين يمشون فوق ترابه وياكلون من خيراته.
اعلم ياسيدي ان الغالبية من نواب الامة لا هم لهم سوى مصالحهم الشخصيه وان كثيرا من القواعد الانتخابية فقدت الاتصال بنوابها يضاف لهم عدد لا يستهان به من وزراء الحكومة الذين لاشان لهم سوى حضور جلسات الحكومة دون التطرق لمصلحة المواطن وهناك كثير من المعاملات الحكومية في بعض الوزارات يمر عليها اشهر دون ان يتخذ عليها اي اجراء لا بل هناك معاملات تم ترحيلها من حكومة الى اخرى عدا عن المحسوبيه التي تغولت على حقوق كثير من العباد فابن الوزير او قريبه الذي تخرج اليوم يسرق وظيفة مستحقة لانسان فقير انتظرها سنوات طويلة.
 
وجلالتكم وانتم الاحرص على ابناء الشعب علمتم ماحل بقطاع الزراعة وهو قطاع حيوي واحد التوربينات الرئيسية التي تدير عجلة الاقتصاد الوطني فالقرارات الحكومية غير المدروسة قصمت ليس ظهر المزارع وحدة بل كسرت عجلة الاقتصاد وتركت عشرات العائلات تئن تحت وطات الفقر والجوع.
 
ويتساءل المواطن ياسيدي الى متى تبقى الحكومات تمعن في اذلال هذا المواطن والزج به الى شفير الهاوية,الى متى تبقى الحكومات تعامل مواطنها كانه مرتزق فهل وجود المواطن لدفع الضرائب وحسب وهل الموطن معني بفشل الفرق الاقتصادية التي عجزت منذ سنوات طويلة عن ايصال البلد الى حالة من الاستقرار فكل برامج الحكومات تصاعدية ومع هذا التصاعد يرتفع منسوب الدين ما يدفع الحكومات للهجوم على  جيب المواطن ولقمة عيشه متذرعة بديون متراكمة لصندوق النقد الدولي لابل ذهب بعض رؤساء الحكومات للقول ان كثيرا من القرارات الاقتصادية يتم اتخاذها حسب توجيهات صندوق النقد الدولي فهل نحن بلد لنا سيادة ام ان السيادة لصندوق النقد الدولي الذي افقر كثيرا من الدول.
ان وتيرة الظلم والاحباط ارتفعت يا سيدي وان البطالة وانعدام الفرص في ازدياد وان حالة من التذمر تسود نسبة كبيرة من مجتمعنا الذي ماعرف عنه سوى القناعة والرضا ورغم الجهود التي يبذلها المواطن للوصول الى ادنى منسوب للقناعة الى انه لم يقدر فلم يعد هناك اي مردود او دخل وخير دليل على ذلك حالة الركود التي يعاني منها السوق بشكل عام وانتشار الممنوعات مع أن الاردن كان من انظف بلدان العالم وارتفاع نسبة الانتحار بين المواطنين وهذه من العادات التي كانت تقابل بالاستهجان لكن وبكل اسف هذا الذي يحدث الان في الاردن.
 
جيب الموطن ليس بوسعها ان تحل ديناً قدره 27 ملياراً متراكمة وهذا الرقم ليس بالسهل بالنسبة لنا نحن في الاردن وربما لو تم بيع ثلث الوطن لما تم سداد هذا الدين الذين اصبح كالزئبق يصعد بطريقة صاروخية دون ان نرى له اثارا او نتائج على حياة المواطن فلا معيشة تحسنت ولا رواتب ازدادت ولا جيوب الفقر تم القضاء عليها ولا برامج الحكومات  وخططها الاقتصادية آتت ثمارها على أرض الواقع كل هذا والموطن يعيش حالة من الانتظار لكن لا قمحا يطلع ولا برقا يلمع .
 
هناك الوية واقضية وقرى بعيدة عن العاصمة لا يصل اليها النزر البسيط من الخدمات فابنيتها المدرسية قديمة وضيقة ومراكزها الصحية لا تفي بالغرض وتغلق بعد الساعة الرابعة مايضع المواطن بحالة من الحيرة في حالة احتاج الى طبيب بعد هذه الساعه اذا اخذنا بعين الاعتبار ان هذه القرى لا يوجد بها مكاتب للتكسي او خدمات نقل حكومية.
ياسيدي ان الحكومات المتعاقبة جعلت نسبة كبيرة من المواطنين جبناء حتى في حالة طلب حقوقهم  فلقد ادمنت بعض الجهات الحكومية وبعض الشخصيات المتنفذه قمع المواطن ولهذا السبب فان صوت المواطن في اغلب الاحيان لا يصل الى جلالتكم لانصافه وكانه كتب على هذا المواطن ان يعش ابد الدهر بين الحفر.
ياسيدي ان ديوانكم العامر بيت الاردنيين وديوان العرب يعج بعشرات الرسائل التي ترد لكم من اشخاص يقطنون الاطراف، لكن جل هذه الرسائل لا تصل لانها تحوي في جوهرها مظلمة غفل عنها المسؤول فاستعان المواطن بالله وبكم لكن هناك من وقف حجر عثرة بين غاية المواطن وبينكم .
 
ياسيدي انت بعيون شعبك يفتديك بكل غال ونفيس لكن هناك من يخنق صوت المواطن، هناك من يمنع المواطن من رفع يده او اصبعه كي يتكلم ويعبر عما يجول بخاطره وبمعنى اصح هناك قتل ممنهج للروح المعنوية لدى شريحة واسعة من المواطنين فالشعب لا يريد مسؤولا الا انت لان جل المسؤولين اما مرعوبين او يفتشون عن مصالحهم .
دمت لنا ودام الوطن


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد