كيف ستكون نهاية أحمدي نجاد؟

mainThumb

26-03-2018 08:57 AM

إنه ماض في تحدياته للنظام قدما ولايأبه لشئ! هذا هو لسان حال الرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد على أثر تصريحاته الاخيرة التي إتهم خلالها المرشد الاعلى ضمنيا بنهب 190 مليار دولار، وقد جاءت هذه التصريحات عقب اعتقال اثنين من مساعديه خلال الأيام القليلة الماضية، وهما: اسفنديار رحيم مشائي، وحميد بقائي، بتهم فساد، وهو بذلك يبعث برسالات غير عادية للنظام الذي كان للأمس القريب واحدا من وجوهه البارزة بل وحتى موضع ثقة و إعتماد المرشد الاعلى نفسه!
 
أحمدي نجاد الذي وجه تهما غير عادية للجهاز القضائي الذي يرأسه لاريجاني المقرب جدا من خامنئي و شكك في عدالته، تبرز قضية صراعه للسطح أكثر يوما بعد يوم، ومع إن البعض رأوا في إعتقال أثنين من أبرز مساعديه بمثابة تهديد جدي له لإسكاته و إلتزامه الصمت، غير إنه عندما تعرض لشخص خامنئي فإنه بذلك قد كشف عن شرخ عميق جدا في النظام، بل وهناك ثمة شكوك بخصوص إمتلاكه لمعلومات ذات أهمية تتعلق بالوفاة المفاجئة لرفسنجاني بالاضافة الى حقيبته المتخمة بحزم كبيرة من الوثائق و المستندات الخاصة بأدق أسرار النظام.
 
الملفت للنظر في مجريات الامور المتعلقة بصراع أحمدي نجاد ضد خصومه، هو إنه لم يدخل في خلاف مع السلطة القضائية فقط وانما حتى مع الحرس الثوري ذاته حيث أثارت  قضية اقتياد حميد بقائي، مساعد الرئيس الإيراني السابق للشؤون التنفيذية ليقضي حكما بالسجن 15 عاما، جدلا في أوساط النظام خاصة بعدما فضح السبب الأساسي لسجنه، وقال إنه سجن لخلافاته مع الحرس الثوري حول اختفاء ملايين اليوروهات كانت مخصصة لتدخل فيلق القدس في دول أفريقية، ويبدو أن أحمدي نجاد بذلك ضربات تحت الحزام لأكثر من طرف في النظام، وهو بذلك يبدو كمن يصعد في تهديده للنظام بما يؤكد من إن لديه ال?ثير من المستور الذي إذا كشف النقاب عنه فإنه يحدث زلزالا لايبدو إن النظام بحاجة إليه في ظروفه العصيبة هذه.
 
أحمدي نجاد بالاضافة الى تشكيكه في عدالة و مصداقية السلطة القضائية الايرانية، فإنه يتهم أيضا آية الله صادق آملي لاريجاني، المقرب من المرشد وأشقائه المتنفذين في النظام بالسرقة والفساد ونهب المال العام، بل و الانكى من ذلك إن أحمدي نجاد كان قد طالب المرشد الاعلى في رسالة له مؤخرا  بإجراء انتخابات مبكرة وإقالة رئيس القضاء والإفراج عن معتقلي الاحتجاجات للخروج من الأزمة السياسية في البلاد، ومن كل ذلك يبدو واضحا بأن نجاد وكما يقول المثل"لايرسيها على بر"مع النظام و يواصل شن هجماته كأفضل وسيلة للدفاع حتى بعد إعتقال أثنين من مساعديه، وإنه ليس هناك مايدل على إنه سيلتزم الصمت مع ملاحظة إنه لم يلتزم بنداءات و إشارات ذات معنى من خامنئي نفسه بإلتزامه الصمت.
 
التصعيد المستمر واللافت للنظر لأحمدي نجاد بعد إنتفاضة 28 ديسمبر/كانون الاول الماضي التي هزت إيران و أجبرت خامنئي على أن يلوذ بالصمت لقرابة أسبوعين، بل و مطالبته بإطلاق سراح المعتقلين من الانتفاضة و دفاعه الضمني عن الانتفاضة التي قال عنها خامنئي من إنها كانت من تخطيط و إشراف و قيادة منظمة مجاهدي خلق، تعني بأن هذا الصراع يتجه نحو الذروة، ويبدو على الارجح بأن أحمدي نجاد قد إتخذ إحتياطاته بصورة أو بأخرى في حال تصفية مفاجئة له لكن الاهم و الاخطر من كل ذلك أنه"أي أحمدي نجاد"، صار يعلم بأن النظام في حالة حرجة جدا وقد وصل به الحال الى وضع يشبه البعير الذي بإنتظار قشة تذبحه، ل?ن يبقى السؤال: كيف ستكون نهاية أحمدي نجاد، هل تكون قبل النظام أم مع النظام؟!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد