من التراث (10) حنين إلى الماضي - عبدالله علي العسولي

mainThumb

29-03-2018 09:43 AM

احن إلى مدرستي التي تعلمت فيها وخرجت أجيالا من أبناء بلدي واحن إلى زملاء جمعتنا بهم حصة الدرس وألان منهم من غادر الدنيا ومنهم أقعده المرض ومنهم من يكابد في هذه الدنيا .
 
جمعنا بهم عمر الورود وفرقنا تقدم العمر ومشيب الشعر احن لحارتي التي كنت اسكنها والى اللعب مع جيلي (الزقيطه والسبع حجار والخارطة ) وهذه الألعاب التي كانت لنا فيها متعه وننسى فيها الوقت لساعات طويلة .
 
 
احن الى ماتورعصر الزيتون الذي كانت يجاورنا والى التراكتور والترلة التي كان صاحب المعصرة يجمع الزيتون فيها من بيوت المزارعين ليضعها في أحواض ماتور البد—لتأخد دورها في العصر .--  
 
واحن إلى( كت )الجفت من قفاف المعصرة بعد عصر الزيتون لنأخذ أجرا قيمة تعريفه على كت كل مكبس من مكابس الماتور.
 
احن إلى تعليلة الجيران مع بعضهم البعض حول منقل كبير من جمر الحطب في أيام الشتاء القارص  والذي لا نستطيع الجلوس حوله لشدة حره  وحوله إبريق الشاي ذو المذاق الرائع .
 
احن إلى (الزلابيا) التي كان يصنعها والدي قبل الفجر لنصحوا على دخان الزيت البلدي وعلى رائحة (الزلابيا) الطيبه .
 
احن إلى مجدرة أمي التي كانت تطبخها وتكسوها بفريم البصل المطبوخ لتعطي الطبخة لذة وطيبه .
 
احن إلى أيام ألعسكريه عندما كان أخي في الجيش في أوائل السبعينات ويستلم راتبا زهيدا ليترك لي مصروف قدره 30 قرش في الشهر .استل منه قرشا كل يوم مصروفا لي عندما كنت اذهب إلى المدرسة.
 
احن إلى أيام( الحصيده) عندما كنا نجتمع الإخوة مع والدنا لنحصد قمحا في أيام شديدة الحر ويكون(الفسفس والبرغش ) قد نكد علينا لمة العمل واللقاء .
 
ويملأ الفسفس والبرغش الأذنين بصفيره وطنينه .
 
احن إلى أعراس أقاربي التي كانت المناسبة الكبرى لاجتماع اكبر عدد من كبار العشيرة يتبادلون الغناء والمزاح وذكرياتهم الحلوة الماضية .
 
احن :إلى جاروشة العدس اليدوية التي كانت ملكا لجيراننا فنذهب لجرش العدس عليها ليصبح جاهزا لصناعة ألمرقة الطبخة الرئيسية لنا في ذلك الزمان.
 
احن إلى رؤية عمال الوطن في الماضي عندما كانوا يكنسون الشوارع بمكانسهم اليدوية من صنعهم (من نبات اسمه البلان )حيث كانوا يحملون القمامة على الدواب وإفراغها على مزبلة البلدة المخصصة لذلك .
احن إلى أساتذتي الذين درسوني والذين كنا نخاف منهم اشد الخوف ولا نستطيع النظر إليهم  إذا صادفونا خارج ألمدرسه .
 
احن إلى- (بعارة الزيتون)- التي كنا نقطع مسافات طويلة لنجمع كميه بسيطة من الزيتون لنبدلها بهريسة أو حلاوة ذات المذاق الطيب من اقرب دكان نصادفه .
 
احن إلى انتهاء ألعطله ألصيفيه في ذلك الوقت وابتداء الدراسة التي كان والدي يجهزوا لها بدله الكاكي والشنطة المصنوعة من زائد قماش الكاكي عندما يتم تفصيل البدلة عند خياطة البلدة لنلبسها جديدة في بداية فصل الدراسة ونكون في غاية الانبساط لهذه البدلة الجديدة.
 
احن إلى أمي والعجائز من حارتنا عندما كن يجتمعن بليال الصيف أمام عتبة المنزل يتبادلن الحديث بشؤون بيوتهن وإبريق الشاي يجمعهن على ألمحبة والألفة والتواد.
احن إلى أيام الصيف عندما نكن (نضمن) كروم العنب في بلدة ألزراعه التابعة لعنجره ونسكن في نفس الكروم وفيها( ننصب الفخاخ) تحت شجرة التين  لنصطاد –(السمن والعصافير والزريقيات)- ونكون في غاية الانبساط عندما نرى الفخة وقد صادت فريستها.
 
 احن كثيرا إلى هذه الذكريات الحلوة التي لن تعود أبدا 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد