الورقة الحوثية

mainThumb

01-04-2018 10:40 AM

هناك إتفاق لدى العديد من المراقبين و المحللين السياسيين على إن هناك صراع إيراني ـ سعودي محتدم في المنطقة من أجل النفوذ، وإن هذا الصراع يتجه نحو التصعيد بصورة أو أخرى، لكن الذي يدفع للتمهل و التأني بشأن هذا الرأي و عدم إستساغته و قبوله، هو إن السعودية لم تفكر يوما أن يكون لها نفوذ في بلدان المنطقة و العالم، ولم يحدث أن إرتفع صوت بشأن دور أو نفوذ سعودي في هذا البلد أو ذاك بحيث يتجاوز الحدود المألوفة في العلاقات الدولية المعمول و المتعارف عليها، ول?ن عندما نبحث بنفس الاتجاه بالنسبة للحالة الايرانية، نجد إختلافا واضحا، فمنذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فقد بدأ النفوذ الايراني بالتعاظم في المنطقة حتى صار أمرا يشار له بالبنان في بلدان ?سوريا و العراق و لبنان و اليمن.
 
من أين بدأت المواجهة الايرانية ـ السعودية؟ من دون شك إن طهران وفي عهد المرشد الاول للنظام الخميني، هي من بدأت بالتحرش بالسعودية، وقد كانت مناسبة الحج هي المنطلق و البداية لهذا المشوار السلبي، خصوصا عندما أصر الخميني على إن هذه المناسبة"عبادية ـ سياسية"، بمعنى فرض تغيير كبير على هذه الشعيرة الى الحد الذي تخالف ولاتتفق ماقد دأب عليه آبائنا و أجدادنا المسلمون، والانكى من ذلك إن الحجاج الذي انت ترسلهم إيران كانوا معبأين بأفار سياسية ـ عقائدية غريبة عن الاسلام و المسلمين، ولذلك فقد كانوا مصدرا لإثارة المشاكل و القلاقل و الفتن خصوصا عندما ?انوا يسعون لنشر أفكارهم الغريبة على حجاج بيت الله الحرام في كل عام.
 
المشكلة لم تتوقف و تنتهي عند شعيرة الحج التي تصدت لها السعودية و أوقفتها عند حدها، بل إن التدخلات في بلدان المنطقة و السعي لعبث بالورقة الطائفية و العزف على وتر زعم مظلومية الشيعة، وإيجاد مجاميع من العملاء و المأجورين من أجل خلق الانقسامات و الاختلافات بين أبناء الوطن الواحد من جهة و بين السنة و الشيعة ضمن إطار الامة الاسلامية من جهة أخرى، وهذا العبث و هذه التدخلات، قد إستمرت بصورة ملفتة للنظر وفي ضوء المتغيرات السياسية الدولية و اللعب على حبال الاختلاف بين القوى الدولية ولاسيما في عهد الرئيس الامريكي السابق، أوباما، فقد وصل النفوذ الايراني الى اليمن و هناك قام بإستغلال ورقة الحوثيين و توظيفهم بإتجاه توسيع دائرة نفوذه ليتجه من اليمن صوب بلدان الخليج بصورة عامة و صوب السعودية بصورة خاصة، وقد وصلت الوقاحة بطهران أن تبادر الى تزويد الحوثيين بأسلحة غير عادية من ضمنها صواريخ باليستية من أجل تحقيق أهدافهم المشبوهة، وهو ماجعل السعودية و بلدان العالمين العربي و الاسلامي أما خيار حتمية التصدي لهذه التحركات و التوجهات العدوانية من خلال"عاصفة الحزم".
 
الحوثيون، الذين ومنذ أن قام النظام الايراني بتوظيفهم لصالح تنفيذ مشروعه في المنطقة، يشبهون سكينة في خاصرة اليمن، وبسببهم ذاقت اليمن الكثير من المصاعب لكن المصيبة الكبرى بدأت بعد الانقلاب المشبوه الذي تم تدبيره ضد الشرعية في اليمن و سيطرت بموجبه ميليشيا الحوثي على اليمن، قد كان بتدبير و تخطيط إيراني محض من جانب الحرس الثوري، ولايخفى من إن القادة و المسؤولين الايرانيين قد صاروا لايتحرجوا أبدا في الثناء و الاشادة بالحوثيين و وصفهم بنسخة من الحرس الثوري الايراني"كما يصفون أيضا الميليشيات التابعة لهم في العراق و لبنان"، لكن الحوثيين و بعد عملية"عاصفة الحزم"، وبعد إصطدامهم بالرئيس اليمني الاسبق علي عبدالله صالح و قتلهم له، فقد صاروا في موقف و وضع لايحسدون عليه خصوصا مع الانتصارات العسكرية التي باتت تحرزها قوات الشرعية، ولذلك فليس من الغريب إطلاقا أن تتكثف الهجمات الصاروخية الحوثية في ظاهرها و الايرانية في حقيقتها ضد السعودية، ويوما بعد يوم يصعب الامر بالنسبة للحوثيين، ولكن على الرغم من ذلك لابد للسعودية و بلدان الخليج و المنطقة من أن تقوم بالرد الاكثر مناسب و الاقوى فعالية ضد الدور الايراني المشبوه في اليمن خصوصا و المنطقة عموما ولاسيما وقد صار معلوما بأن الشعب الايراني و المقاومة الايرانية يرفضان بقوة هذا الدور و يدينانه و ەدعوان لإنهائه، وإن دعم نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل التغيير في إيران و الاعتراف بشكل خاص بالمقاومة الايرانية يعتبر بداية عملية من أجل إحراق الورقة الحوثية و جعلها غير صالحة للإستعمال!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد