الاتحادات الطلابية في الجامعات والحس الوطني - د. عمر علي الخشمان

mainThumb

04-04-2018 10:15 AM

تعتبر الانتخابات وسيلة من وسائل التغيير المجتمعي , ومؤشراً مهماً لرفع مستوى الحياة الديمقراطية في أي مجتمع , وحلقة هامة من حلقات التواصل والمشاركة الشعبية الحقيقية لكل الأطياف والمكونات فكيف إذا كانت الانتخابات تمثل المجالس الطلابية في الجامعات تمثل الشباب في مؤسسات التعليم العالي حيث يشكل الشباب عنصراً ديمقراطياً واجتماعياً وسياسيا في الاستحقاق الديمقراطي ولقد جاءت الدعوات المتكررة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم في جميع المناسبات والمحافل الوطنية التي تعقد بين الحين والآخر وكذلك الحوارات المتعددة التي عبر عنها جلالة الملك عبدالله الثاني حفظة الله في الأوراق النقاشيه التي طرحها جلالته للرأي العام هذه المشاركة التي تعتبر مبادرة غير مسبوقة على مستوى العالم  وهي رؤية ثاقبة تدعمها إرادة سياسية جادة وقوية لدى صانع القرار الأول في البلاد لتعزيز وتعميق النهج الديمقراطي بطريقة علمية وغير تقليدية إسهاما من جلالته في مسيرة الإصلاح الوطني التي رسمها جلالته والتي تهدف إلى تعزيز قيم الانتماء الوطني وتنمية الحس الوطني من خلال مشاركة الشباب في العملية الديمقراطية والحياة السياسية وتفعيل هذا الدور من خلال المشاركة في انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات الذي تشهده المؤسسات التعليمية كل عام جامعي .
 
     إن التوجه الوطني نحو التنمية السياسية للشباب لا يمكن أن يحقق إذا لم يكن هناك برامج وطنية واضحة تساعد الشباب على المشاركة الحقيقية وذلك من خلال إكسابهم المعرفة والمهارة والاتجاهات الإيجابية نحو التنمية السياسية بالإضافة إلى ضرورة إحداث تغيير حقيقي في التفكير والتحليل والعقلية التي توجه الطاقات الشبابية . إن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم يريد للشباب الأردني التميز والإبداع والالتزام بقضايا الوطن والأمة. إن قيم الديمقراطية لدى الشباب الأردني تظهر من خلال معرفتنا بمفهوم الديمقراطية وممارستنا لها في حياتنا العائلية من خلال التربية في البيت وخلال مراحل التعليم من المدرسة إلى الجامعة ثم إلى المجتمع , وإن هذه القيم عند الشباب الأردني قد تواجدت من خلال عملية تصاعدية بداءت في الأسرة ثم المدرسة ثم الجامعة أو الكلية وبعد ذلك أماكن العمل بحيث أصبح مفهوم الانتماء والحس الوطني هو الرابط المشترك الذي يربط بين الوطن ومؤسساته المختلفة ذات الثقافة والتراث الوطني المميز. 
 
      نعيش هذه الأيام في بعض جامعاتنا  انتخابات المجالس الطلابية وهو العرس  الديمقراطي الوطني الطلابي والتي يشارك فيها طلبة الجامعة في اختيار مجلسهم وممارسة حقهم الديمقراطي في اختيار ممثليهم في مجلس الطلبة بكل حرية ومسؤولية وذلك حرصاً من الجامعات على صقل وتنمية شخصية الطلبة والمحافظة على مكتسباتهم وتبني قضاياهم وتوسيع قاعدة المشاركة الطلابية لهم وذلك لتعزيز قيم الانتماء الوطني وتنمية روح الحوار البناء الهادف الذي يؤدي إلى احترام الرأي والرأي الآخر وتعزيز روح التعاون ومفهوم العمل الجماعي أو العمل الطلابي الذي يعتمد على نبذ النعرات الطائفية والإقليمية والعنصرية وتوفر التفاعل البناء مع المجتمع الأردني .
 
إن المشاركة في الانتخابات الطلابية والتي تودي  إلى تنمية شخصية الطالب المتكاملة الواعية لقضايا الأمة وتعزيز مفهوم الولاء والانتماء للوطن والقيادة ضمن إطار عقيدة الأمة وثقافتها العربية الإسلامية, كما تساعد الأنشطة والتجارب التي يخوضها الطلبة ضمن أنشطة الاتحادات الطلابية إلى زيادة قدرتهم على التركيز على أهدافهم وتوجيه قدراتهم نحوها, وكذلك المواقع التي يتقلدها الطالب الجامعي تضع الحافز والمحرك لهولاء الطلبة من اجل تحسين مهاراتهم وإنها تنمي الوعي الذاتي بضرورة الاستمرار في التعلم والتعرف على الانجازات وتنمية روح الفريق الواحد وتنمية الحس الوطني لدى الطلبة اتجاه الجامعة والوطن, العمل الجماعي يخلق مرونة بالتفكير وزيادة في الثقة ويكون ايجابيا في تفكيره ومنطقة ونظرته للأمور. 
 
    إن الانتخابات الطلابية تعتبر جزء من النشاطات الطلابية الهادفة إلى رفع مستوى التمثيل الطلابي في الجامعات وذلك للمحافظة على مكتسباتهم وتبني قضاياهم الجامعية والعمل على حلها مع إدارات الجامعة المختلفة ضمن إطار الوعي والفهم والمشاركة والتواصل الحضاري إننا نطمح إن نرى مشاركة واسعة من الطلبة  في انتخابات مجالسهم لان المجالس الطلابية تعتبر جزء من الديمقراطية التي يتعلمها الطالب خلال مسيرة حياته الطلابية بالإضافة إلى القيام والمشاركة بالنشاطات الطلابية الهادفة التي يبرمجها وبعدها الاتحاد بالتعاون مع الطلبة وذلك لرفع كفاءة العملية التعليمية في الجامعات .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد