عنصرية تفضحها إحتجاجات الاهواز

mainThumb

05-04-2018 01:49 PM

من الخطأ التصور بأن الاحتجاجات الشعبية الحادة التي إجتاحت الاهواز و مناطق أخرى في إيران يسكنها العرب، سخطا و تنديدا ببرنامج تفلزيوني بثه التلفزيون الرسمي الايراني و إنتقص فيه من العرب، بالسقطة و الخطأ الاول الذي يرتكبه هذا التلفزيون الرسمي الموجه من جانب سلطات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فقد سبق وأن إنتقص بنفس الاسلوب و الطريقة من البختياريين و من الآذريين، حيث إحتجوا هم أيضا بشدة ضد ذلك و أعربوا عن غضبهم و سخطهم على ذلك، لكن المميز في الحالة الاهوازية، إن النظام ومن خلال تكراره لنفس الخطأ الذي إرتكبه تلفزيونه بحق البختياريين و الآذريين، قد أكد على نفس و سياق عنصري واضح لديه.
 
هذا النظام الذي معروف عنه لحد الان توجهاته الطائفية و ميوله لبث التفرقة بين مكونات شعوب المنطقة، جاءت الحالة الاهوازية لتؤ?د النفس و التوجهات العنصرية له أيضا، ذلك إن تكرار ه?ذا حالة ومن جانب تلفزيون يتم الاشراف عليه و توجيهه بصورة رسمية من جانب السلطات الايرانية، يدل على إن الامر لم يكن خطأ عابر أو برئ و غير مقصود، وهذا في حد ذاته رسالة ذات مغزى للشيعة العرب في بلدان المنطقة و العالم توضح حقيقة هذا النظام و كذب و زيف مزاعمه و شعاراته البراقة التي يخفي واقع أمره خلفها.
 
تكرار هكذا تطاول شنيع غير مقبول على الاطلاق من جانب السلطات الايرانية لمرات عديدة، يبين حقيقة عدم وطنية نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و من إنه لايعبر إطلاقا عن مختلف مكونات الشعب الايراني بل يعبر عن نفسه كنظام صاحب مشروع مشبوه معادي لشعوب و بلدان المنطقة كما إنه مرفوض أيضا من جانب الشعب الايراني نفسه، ولذلك فليس لأحد أن يستغرب عندما طالبت إنتفاضة الشعب الايراني الاخيرة التي شملت أكبر من 142 مدينة إيرانية بإسقاط النظام و تغييره، فسقطاته و أخطاءه من الكثرة بحيث لم يعد ممكنا التغطية عليها أو تجاهلها.
 
هذا التطاول المرفوض، أعلنت مدن إيرانية أخرى في سائر أرجاء إيران رفضها القاطع لها و تضامنت مع الاهوازيين، وكأن لسان حالها يرفض نهج التفرقة و التمييز الذي يمارسه النظام، ومن نفس المنطلق و بنفس الاتجاه، أعلنت المقاومة الايرانية أيضا إدانتها و شجبها لهذا التطاول وأعلنت عن تضامنها مع الاهوازيين و وقوفها الى جانبهم، رغم إن المقاومة الايرانية ليست هي المرة الاولى التي يبدر عنها هكذا موقف فقد ?انت دائما الى جانب مختلف مكونات الشعب الايراني من أعراق و أطياف و طوائف و أديان، ومهما يكن فإن إحتجاجات الاهواز تعود مرة أخرى لتلقي الظلال على جانب مظلم آخر من الجوانب السلبية لهذا النظام وهي تعكس أيضا جانبا من أزمته الطاحنة التي لايجد لها حلا.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد