إختصارا للوقت و الجهد

mainThumb

10-04-2018 10:40 AM

كما يبدو لحد الان، فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يتفنن في إختراع الاساليب و السبل و الخيارات المختلفة بين يديه من أجل مشاغلة المنطقة و العالم بها و إجبارهم على القبول ببقاءه، إستفاد و يستفيد كثيرا من الخلافات و الاختلافات الدولية و الاقليمية و يسعى للنفوذ منها و إستغلالها بالصورة التي تخدم مشاريعه و مخططاته العدوانية التوسعية المشبوهة، وقد بنى إستراتيجته للبقاء و الوصول الى غاياته على هذين الامرين، ومن يراجع العقود السابقة يجد الكثير من الامثلة الحية التي تدعم رأينا هذا.
 
تأسيس تنظيمات"حزب الله"، في لبنان و دول أخرى ذات ?ثافة شيعية، و تدعيم ذلك بتأسيس تنظيمات أكثر تطرفا من قبيل  الميليشيات الشيعية في العراق و اليمن، ناهيك عن تنسيقه و تعاونه و دعمه لتنظيمات إرهابية أخرى نظير"القاعدة"و جماعات سلفية متشددة أخرى، تؤكد بأن النظام الايراني خطط و يخطط من أجل توسيع ساحة المواجهة معه لتشمل بقعة كبيرة ليس من السهولة السيطرة عليها، وهذا الامر لوحده قد صار هاجس خوف و قلق للعديد من دول المنطقة و الدول الغربية نفسها عندما بدأت تفكر بأن خيار المواجهة مع هذا النظام سيقود الى كوارث و فواجع العالم في غنى عنها، رغم أن دول المنطقة و الدول الغربية لم تفكر اساسا بأن خيار شن الحرب على النظام الايراني فاشل تماما مثل خيار إجراء المحادثات و التواصل معه من أجل إيجاد حل للمشاكل المختلفة العالقة معه نظەر ملف الصواريخ الباليستية و تدخلاته في بلدان المنطقة، والحقيقة أن هذا النظام الذي كان يرى في الحرب التي وقعت بينه و بين نظام حكم الرئيس العراقي الاسبق، بمثابة"نعمة إلهية" حتى وصل الامر بالخميني نفسه الى إطلاق قوله المشهور"الخير فيما وقع"، يجد في أن شن الحرب ضده قد ت?ون بمثابة طوف نجاة له في خضم المشاكل و الازمات التي تحاصره ولايجد لها حلا، ومن هنا فإنه على المجتمع الدولي أن لايكرر الخطأ الكبير الذي إرتكبه صدام حسين عندما شن الحرب على هذا النظام و وفر الارضية و المناخ المناسب له كي يعيش و يبقى لفترة أطول و يصفي او يقوم بإقصاء معارضيه و مناوئيه.
 
ان بقاء الاستراتيجية الدولية ضد النظام الايراني مرهون بخياري المحادثات و شن الحرب ضده، و محاولة تحريك الشعب الايراني ضد االنظام عبر العقوبات الاقتصادية و النفطية، هو مثل الدوران في حلقة مفرغة تماما و ليس هناك من أي شئ يبعث على الامل للخروج من هذه الحلقة المفرغة بنتيجة، ذلك أن النظام يرى انه طالما كان الفعل و الضغط خارجيا و من غير أي حلقة وصل او طرف إيراني معارض، فإن هذا الفعل او الضغط لايقود الى نتيجة و يمكن في النهاية تفريغه و إجهاضه، ولذلك فإن تغيير هذه الاستراتيجية بإتجاه يكون أكثر فاعلية و جدوى يكمن في جعل الشعب الايراني و المقاومة الايرانية بمثابة لاعب رئيسي في حل المشكلة و ليس كطرف ثانوي او متمم لبقية الحلقات الاخرى، وان الاعتماد على مبدأ ثورة الشعب الايراني عبر تجويعه و تضييق الخناق عليه هو مبدأ خاطئ تماما يصب في مصلحة النظام، ومن هنا فإنه حري على المجتمع الدولي أن يمهد لتفعيل نهج دولي جديد ضد هذا النظام عبر جعل خيار ثورة الشعب الايرانية و إتفاضته من أجل التغيير إيرانية 100% عبر الاعتراف بنضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية، ويكفي أن نستشهد هنا بإنتفاضة 28 ديسمبر/?انون الاول 2017، والذي يؤ?د صواب و واقعية وجهة النظر و الرأي الذي ندعو إليه، وهو كفيل بإختصار الوقتب و الجهد في إيجاد حل مناسب و مقبول من جانب جميع الاطراف للمعضلة الايرانية.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد