السوسنة - جمانة صوان - باب الحارة، مسلسل سوري اجتماعي يسلّط الضوء على الحياة الشامية في عشرينيات القرن العشرين و حتى الثلاثينيات منه ، لاقى المسلسل شعبية كبيرة من بداية عرض الجزء الأول عام 2006 ، و ازدادت شعبيته عند عرض الجزأين الثاني و الثالث مع تطور الأحداث، ويعد المسلسل من أشهر المسلسلات العربية ؛ إذ حقق أعلى نسب مشاهدة .
و المسلسل من إخراج المخرج السوري المعروف بسام الملا ، و استمر عرض المسلسل من عام 2006 حتى الآن ، بواقع 9 أجزاء ، فيما سيتم إنتاج أجزاء جديدة لاحقا .
و قد توقف عرض المسلسل لأربعة مواسم ، و ذلك بعد جزئه الخامس في عام 2010 و عاد عام 2014 في جزئه السادس ، و ذلك أثناء الأزمة السورية ؛ إذ تعرضت المناطق التي تم اعتمادها في تصوير الأجزاء الأولى لخراب كبير نتيجة المعارك بين المعارضة و النظام السوري .
قصة العمل
تدور الأحداث بين مجموعة من الأسر الشامية أثناء الحكم الفرنسي في سوريا و ما بعده ، و يبرز المسلسل الوحدة الوطنية في تلك الفترة .
أهم الشخصيات :
الإدعشري : بسام كوسا .
الزعيم في الجزء الأول : عبد الرحمن آل رشي .
أبو عصام : عباس النوري .
أبو شهاب : سامر المصري .
معتز : وائل شرف .
عصام : ميلاد يوسف .
سعاد " أم عصام " : صباح الجزائري .
فريال : وفاء موصللي .
أبو بدر : محمد خير الجراح .
صطيف : معن عبد الحق .
بوران : أمية ملص .
جميلة : تاج حيدر ، دانا جبر ، حلا رجب .
دلال : أناهيد فياض ، روبين عيسى .
أبو بشير : حسن دكاك .
أبو ابراهيم : عصام عبه جي .
أبو خاطر : سليم كلاس .
أبو غالب : نزار أبو حجر .
الرقيب أبو جودت : زهير رمضان .
فوزية : ليلى سمور ، شكران مرتجى .
أهم الأحداث :
الجزء الأوّل : تبدأ السلسلة بسرقة الإدعشري الذهب من منزل " أبو إبرهيم " ، و الإدعشري رجل قاسي الطباع ذو سمعة سيئة ، و أثناء هروبه من منزل " أبو إبراهيم " يفاجئه حارس الحارة ، فيقوم الإدعشري بقتله ، و دفنه في منزله مع الذهب الذي سرقه ، و الإدعشري لا يستطيع أن يقترب من الذهب فيما بعد لأن أفعى تعيش عند القبر . تتطور الأحداث بعد أن يضطر الإدعشري لقطع يده لإصابته بالغرغرينا ، و قبل موته يعترف لأهالي الحارة بأفعاله .
بعد ذلك ننتقل إلى يوميات عائلة " أبو عصام " و هي العائلة المركزية في المسلسل ، إذ تدور الأحداث حولها و تتصل بها دائما ، و نتعرف على خلافات " أم عصام " مع فريال ، " أم عصام " التي يجبرها " أبو عصام " على خطبة فوزية ابنة فريال لابنهما عصام وفاء بوعده لوالدها . لكن الخلافات تشتد فيما بينهما بعد زواج فوزية من عصام ، فتقوم " أم عصام " بطرد فريال من منزلها ، مما يدفع " أبو عصام " لتطليق زوجته .
و من جانب آخر من المسلسل فأبو شهاب كان يوصل المساعدات المالية إلى الثائرين الفلسطينين عند بحيرة طبريا ، و عندما يعلم بأنه مراقب ، يكلّف " أبو سمير الحمصاني " بإرسال مبلغ من المال إلى الثائرين ، لكنّه يفاجأ مع أهالي الحارة بوجود " أبو سمير " مقتولا أمام باب الحارة ، و قد سرقت منه صرة النقود .
الجزء الثاني : يتعرف زعيم باب الحارة على قاتل " أبو سمير الحمصاني " ، لكنّه قبل أن يخبر أهالي حارة الضبع بهوية القاتل ، يُقتل هو أيضا ، و يصبح أبو شهاب زعيما للحارة ، الذي يستمر هو أيضا بمهمة البحث عن قاتل الزعيم و قاتل " أبو سمير " .
من جهة أخرى تتطور الخلافات بين فريال و أم عصام مرة أخرى ، و بين أم عصام و جارتها فوزية ، ينتهي الأمر بتطليقها أم عصام ثانية من " أبو عصام " الذي تعترضه الظروف في سبيل إرجاع زوجته أم عصام بعد تطليقها الطلاق الثاني ، فيضطر للنوم في دكانه ، و هناك يكتشف أن "صطيف الأعمى " هو جاسوس الفرنسييين ، بعد أن رآه مبصرا من ثقب في دكانه ليلا . لكنّه لا يستطيع أن يخبر أهالي الحارة، إذ يفتضح أمر طلاقه لزوجته صباح اليوم التالي ، و يعرف صطيف أن " أبو عصام " قد شاهده مبصرا ، فيولي هاربا .
و تشتد الخلافات بين حارة الضبع و حارة " أبو النار " ، فيقوم أبو النار بسرقة أسلحة من الزعيم " أبو شهاب " ، لم يكن يعرف أبو النار بأن الزعيم قد خبأها ليرسلها إلى الثوار ، لكن " أبو عصام" يقوم في النهاية بتوحيد الحارتين في وجه المستعمر ، و تحرير " أبو شهاب " الذي وقع أسيرا عندهم .
الجزء الثالث : بدأ الجزء بدايات تعسفية تمثلت باختفاء شخصية " أبو عصام " نتيجة خلافات مؤدي الدور " عباس النوري " مع المخرج ، و تم تعليل هذا الاختفاء باستشهاده في الغوطة . و يسلط هذا الجزء الضوء على حياة بناته و أبنائه مع عائلاتهم بعد الزواج . إلى جانب عائلات مهمشة في الجزأين السابقين من مثل عائلة " أبو حاتم " ، و في هذا الجزء تظهر حارة جديدة هي " حارة الماوي " التي تؤثر في حياة حياة حارة الضبع ، كما يسلط الضوء في هذا الجزء على الجانب العائلي و الإنساني من حياة عقيد الحارة " أبو شهاب " .
الجزء الرابع : يتسلم معتز ابن " أبو عصام " مهامه كعقيد للحارة بعد سفر " أبو شهاب " لجلب مساعدات للحارة المحاصرة من الاحتلال الفرنسي و عسكر " أبو جودت " .
و تظهر في هذا الجزء شخصية مهمة هي شخصية " مأمون بيك " الذي يدعي بأنه قريب زعيم الحارة المقتول في الجزء الأوّل . و يحاول بداية كسب ثقة أهالي الحارة إذ يقوم بفك حصار الحارة ، لكنّ أمره يكشف في الجزء الخامس .
الجزء الخامس :
في هذا الجزء يعلن خبر استشهاد " أبو شهاب " ، بعد أن يتعرف على جثته معتز ، و يعين معتز عقيدا لحارة الضبع ، و يقوم معتز بقتل جندي فرنسي أثناء قيام الجنود الفرنسيين بانتزاع باب الحارة ، لإضعاف حارة الضبع ، و يهرب معتز بعدها إلى ثوار الغوطة ، إلى أن يصدر العفو عنه و يعود . و يكون هذا العفو بمثابة حيلة ليعرف الاحتلال الفرنسي مكان ثوار الغوطة الذين اختبأ عندهم معتز .
في هذا الجزء يقوم مأمون بيك بشراء بعض بيوت الحارة غصبا ، و يكشف أمره النمس الذي كان يساعده قبل ذلك ؛ إذ يكتشف أن مأمون بيك جاسوس من الاحتلال الفرنسي على أهالي الحارة ينقل للاحتلال أخبارهم ، فيقوم أهالي الحارة بقتله عند باب الحارة.
الجزء السادس :
يدخل جاسوس جديد على الحارة وهو الواوي – أخو النمس - ، و يقوم بافتعال العديد من المشاكل مع أهالي الحارة ، و تظهر حقيقته فيما بعد فيقتله معتز .
من جانب آخر يعود أبو عصام إلى الحارة ، إذ لم يمت بل كان أسيرا في سجن الاحتلال الفرنسي . و تلحقه ممرضة فرنسية أحبها في السجن ، و يتزوجها سرا ، و هذه الممرضة تعترف له فيما بعد بأنها جاسوسة للاحتلال الفرنسي تنقل لهم أخبار " أبو عصام " و علاقته بأعضاء الكتلة الوطنية .
الجزء السابع :
تموت في بداية هذا الجزء الزوجة الثانية ل " أبو عصام" نتيجة إصابتها بمرض السل ، و يعود النمس لينتقم لأخيه الواوي ، و يتعرض أبو عصام لتشويه السمعة من قبل " أبو ظافر " الطامع في الحصول على الزعامة بسبب زواجه من الممرضة الفرنسية . و تظهر عائلة يهويدية في هذا الجزء ، يتزوج معتز من ابنتهم التي تقع في حب عصام .
الجزء الثامن :
تموت زوجة معتز ، و تقوم زوجته اليهودية بتربية ابنه ، و يقوم أبو بدر بتطليق زوجته فوزية ثلاثا ، فيتدخل أبو عصام بينهما و يتزوج فوزية ، و يجعل العصمة في يدها ، لكنها لا ترغب بالعودة إلى " أبو بدر " .
و يظهر جاسوس جديد و ذلك بعد أن يكون شيخ الحارة مسافرا ، فيأتي هذا الجاسوس على هيئة شيخ جديد . و يتفق هذا الشيخ مع امرأة بدوية كي تسرق أهل القرية مدعية بأنها تقرا الكف . و تقوم بخطف ابنة عصام ، الذي يستمر بدوره بالبحث عن ابنته ، فيجدها أخيرا في إحدى خيام البدو ، و يكشف أمر هذا الجاسوس .
الجزء التاسع :
يحاول الاحتلال الفرنسي سرقة بعض التحف من حارة الضبع ، و يشتد الصراع بين الاحتلال و حارة الضبع ، و يسجن معتز بتهمة قتل ظافر الذي يحب أخته دلال ، و ذلك لقيامه بضربه مسبقا ، كما أن ظافرا وجد مقتولا بسكينته . بينما يكون زوج دلال السابق هو من قام بقتله ، و لأنه مجنون لم يتوقع أحد أنه القاتل .
و يشتد الفقر و الجوع في حارة الضبع ، و تكثر السرقات ، و عمليات النصب و الاحتيال . و يجد أبو عصام ولدا لقيطا عند باب بيته ، و يتهم بأنه أب لهذا الطفل .
الخلافات الفنية :
الخلاف الأول نشب بين المخرج بسام الملا و الممثل عباس النوري " أبو عصام " و ذلك بعد الجزء الثاني ، كانت نتيجة هذا الخلاف استبعاد عباس النوري من المسلسل لثلاثة أجزاء ، قبل عودته في الجزء السادس ، بينما وضح الملا السبب بأنه اشتراط عباس النوري دورا مفصلا على قياسه للاشتراك في الجزء الثالث .
الخلاف التالي كان بين المخرج بسام الملا و سامر المصري " العقيد أبو شهب " ، و نجم عنه استبعاده من المسلسل ، و ذلك بسبب قيام الممثل سامر المصري بتصوير إعلان تلفزيوني ترويجي أدى فيه شخصية " أبو شهاب " فيما اعتبر الملا ذلك إساءة لشخصية " أبو شهاب " . بينما بيّن الممثل سامر المصري أن المخرج قد وضع شروطا ديكتاتورية على الممثلين في باب الحارة تتمثل بعدم المشاركة في أعمال شامية أخرى ، و عدم المشاركة في أعمال دعائية و ترويجية فقرر الانسحاب دون رجعة من هذا العمل .
في ما بعد بدأت الاتهامات بين بسام الملا و وائل شرف " المعتز " ، الذي لم يشارك في الجزئين الثامن و التاسع ، و قد أرجع الملا السبب لطلب وائل شرف أجرا ماديا مرتفعا ، بالإضافة إلى سفر وائل شرف إلى الخارج لدراسة الإخراج ، و أكد الملا ضرورة ألا ينسى وائل شرف فضل باب الحارة عليه . مما استفز هذا التصريح وائل شرف ، و أدلى بدوره أن الفضل يعود لله، و على الملا ألا ينسى بدوره فضل باب الحارة عليه هو ، و لا ينسى فضله عندما نسي إساءة الملا مسبقا عندما قرر استبعاده في الجزء الرابع و استبداله بقصي خولي .
الخلاف الأخير كان بين شركة ميسلون للإنتاج الفني ، و شركة قبنض لصاحبها محمد قنبض، إذ جاء من الشركتين بيانين متضاربين تدعي كل شركة فيه عزمها على إنتاج أجزاء جديدة من المسلسل ، و المعروف أن ميسلون هي الشركة المنتجة للعمل ، إلّا أن شركة قنبض أصدرت بيانا صحفيا يبين اتفاقا مع شركة ميسلون لإنتاج الجزء العاشر من مسلسل باب الحارة ! و انتهى هذا الخلاف بأحقية شركة ميسلون لباب الحارة ، و نتيجة هذا الخلاف لن يعرض الجزء العاشر منه في رمضان 2018 ، إذ لن تستطيع الشركة إخراجه قبل ذلك رمضان .
أهم الانتقادات :
تعرض المسلسل بعد جزئه التاسع لانتقادات هائلة بسبب المغالطات التاريخية في تشويه تاريخ دمشق في تلك الحقبة التاريخية .
كما صور المسلسل المجتمع الشامي مجتمعا جاهلا غير متعلم ، على الرغم من وجود تكتلات سياسية و صالونات ثقافية في تلك الفترة .
و اتهم المسلسل بتوجيه رسائل تطرفية دينية تشوه الإسلام ، فيما تجمل صورة المرأة اليهودية في المقابل ، إضافة لكل ذلك فقد اتهم المسلسل بتهميش المرأة الشامية و تشويه صورتها في الأجزاء الثمانية .
و قد لاقى المسلسل سخرية هائلة في أجزائه الأخيرة من الأخطاء الفنية و الاستخفاف بعقل المشاهد ، و عودة الممثلين الذي ماتوا في الأجزاء الأولى للظهور في الأجزاء الأخيرة . مع ذلك بقي المسلسل يحقق نسب مشاهدة عالية و ينتظره الناس بفارغ الصبر .