الضمان .. مرثية الشعب‎

mainThumb

14-04-2018 11:36 AM

 عندما تُحدث متخصصا من الذين دخلوا في الحكومة أو ممن يتطلع الى أن يجد له مكانا في الحكومة، ينفي كل مخاوف الشعب على أموالهم ومستقبل أجيالهم، ويعزو هذه المخاوف الى خيالات مجموعة من الظلاميين والحاقدين، وأصحاب نظرية المؤامرة!! ويسهب في الدفاع عن النهج الحكومي بحماسة خيالية ليس لها واقع الا في رأسه لا في الواقع الحقيقي، وإنما هي أماني أن تكون كلماته التي قالها تقع في أذن موزع المناصب فيأمر له بمنصب يجعله مواطنا صالحا!!.

 
الشعب لا يتكلم من فراغ ولا يتبلى على الحكومات المتعاقبة ورعاتها، بل يلمس ذلك إن كان موظفا في أي دائرة أو مؤسسة أو حتى كان جالسا في بيته يتابع الأخبار التي تزيد مخاوفه يوما بعد يوم.
 
المواطن يتابع دون قصد المؤسسات التي استثمر فيها الضمان، يرى حجم الاستهتار في ادارتها، حتى أنها انقلبت من مؤسسات ناجحة الى مؤسسات قائمة لتنفيع محاسيب الحكومة، فلا يخرج فلان من مؤسسة الا ليحط في مؤسسة أخرى وبرواتب خيالية وكل ذلك على حساب مدخرات الشعب، يرى المواطن العشرات من المشاريع المتعثرة لأشخاص جُبرت وأنقذ صاحبها على حساب مدخرات الشعب، وكم دخل الضمان في مشاريع خسارتها محققة دون أي حذر، لأن المال ببساطة ليس مال من يتلاعب به، ولا يهمه أخسر أم ربح، بل يجعل الخسارة للضمان ربحا له لأنه أراد سرقة الضمان وليس دعمه بمشاريع ناجحة تكون رافدا لمتقاعديه الذين سيزدادون مع كل سنة.
 
تنبه من تنبه لهذه المعضلة المتمثلة بالادارة السيئة لأموال الضمان وأراد أن يرأب الصدع، فلم يجد الا الموظف المسلوب، فبدأ الضمان يتبرم بالتقاعد المبكر، وتأثيره على سوق العمل، ويصدر كل فترة احصائية بأعداد المتقاعدين، وكيف أنها تستنزف فاتورة التقاعد، ثم صار يتباكى على خروج الخبرات الواسعة والمتراكمة من العمل مبكرا، الى أن صار يلوح برفع سن التقاعد المبكر ونهاية الخدمة لتصل الى سن 65 عاما، ويعزو ذلك الى مجاراة الدول الأخرى التي تهتم بالمواطن نفسيا وماليا وصحيا، ما يجعله يصل الى ال65 وهو في شبابه، في حين أن المواطن عندنا المهمل والمستنزف نفسيا وماديا وصحيا، يصل سن الشيخوخة في ال45 فليس من الانصاف مقارنتنا بالدول الراعية!!.
 
إن كنتم تبحثون عن حلول للضمان، فأبعدوا عنه مشاريعكم الخبيثة، وأديروا استثماراته والمؤسسات الشريك بها إدارة ناجحة، وابتعدوا عن ثقافة (أعطه يا غلام) التي دمرت الإدارة في البلد وليس في الضمان وحده، وشكلت طبقة الفساد التي تغولت على الشعب وأكلت مقدراته.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد