رعب في طهران

mainThumb

14-04-2018 12:01 PM

عندما يحصل إشتباك بالايدي و مشادات كلامية بين النواب الايرانيين، بسبب إنهيار العملة الايرانية الى مستويات قياسية، فإنهم يدركون جيدا الى أين تتضح وجهة السفينة الايرانية في خضم الاوضاع الوخيمة من أساسها، خصوصا وإن  هذا الانهيار لم يأت إعتباطا بل هو حاصل تحصيل سياسات إقتصادية غير سليمة و عدم وجود إقتصاد قوي يمكن الاعتماد عليه بعد أربعة عقود من تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.
 
الحقيقة المرة التي صحى عليها الشعب الايراني بعد أربعة عقود من إستمرار حكم هذا النظام، هو إنه ليس هناك من بنى تحتية يمكن الاعتماد عليها، وعوضا عن البنى التحتية هناك سياسات و نهج ورط البلاد في مشاكل و أزمات لاحصر لها مثلما جعل الشعب يدفع ثمن أخطاء النظام و هفواته المستمرة دونما إنقطاعو التي أوصلت حاله الى درجة صارت مضربا للأمثال من حيث إنه يمتلك كشعب يمتلك ثروات هائلة جدا ل?نه وعوضا عن أن يستفاد و يتنعم بها فإنه يعاني من الفقر و الجوع و الحرمان.
 
المراهنة على مشروع سياسي ـ فكري لإقامة إمبراطورية دينية ذو محتوى طائفي على حساب الامنين القومي و الاجتماعي لبلدان و شعوب المنطقة، والاستمرار في تنفيذ هذا المشروع على الرغم من المعارضة الشديدة له من جانب شعوب و بلدان المنطقة و من جانب المجتمع الدولي، يمكن إعتباره المراهنة على تحمل الشعب الايراني الذي يبدو إنه قد أعطى إنذارين شديدي اللهجة للنظام من خلال إنتفاضة 2009 و إنتفاضة 28 ديسمبر/كانون الاول 2017، وقطعا فإن الثالثة ستكون القاصمة و القاضية خصوصا وإن كل الامور و الاوضاع تمهد لذلك بمنتهى الوضوح، وإن عراك و إستباكات النواب في البرلمان الايراني هو بالاساس يأتي تخوفا من هذا الامر على وجه التحديد.
 
بعد أربعة عقود من الحكم، أين صار يقف نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و أين إستقر به الامر؟ إنه يقف أمام رفض و حصار دولي من خلال عقوبات نوعية تلقي بآثار و تداعيات بالغة السلبية على أوضاعه المختلفة، إنه يقف أمام وضع داخلي متأزم جدا قابلا للإنفجار في أية لحظة خصوصا بعد أن صار المطلب الشعبي الاساسي المطروح و الملح يتركز على إسقاط النظام، إنه يقف أمام تورط خطير جدا في بلدان المنطقة عموما وفي سوريا خصوصا بعد أن ظهر واضحا بأن الروس سيكونون هم المستفيدون من تدخلهم في سوريا أما الايرانيون فإنهم سيتجرعون كأس مرارة خسارتهم لأموال طائلة مقابل لاشئ، إنه يقف أمام معارضة متماسكة باتت تفرض دورها و وجودها داخليا و إقليميا و دوليا، وصارت تشكل رقما صعبا لم يعد ببالوسع تخطيه و تجاهله، وبعد هذا كله، هل من العجيب أن يكون هناك رعب في طهران؟
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد