الاردن واقليم حوران المرتقب

mainThumb

20-04-2018 09:03 PM

ان حالة ضعف الدولة السورية التى انهكتها الحروب الداخلية الطاحنة  ادت الى عدم الاستقرار فى الشرق الاوسط وساهمت فى ايجاد بيئة ملائمة لتزايد الدور لقوى خارجية  مما اثر على  وحدته ودرجة استقرارة  والتحكم فى تفاعلاته  وفقا لاجندة  ومصالح تلك القوى .
 
فالهجوم الذى قادته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا  والذى مهدت له اسرائيل بالهجوم على مطار تيفور العسكرى  بذريعة الهجوم الكيماوى للجيش السورى فى مدينة  دوما  القى بظلاله على المنطقة والعالم , وقد بدا ان الهجوم  هو رساله موجهة من دول (المحور الجديد) لضبط النفوذ الايرانى فى سوريا من خلال الضغط على  روسيا  و الايحاء بانها غير قادرة على حماية مناطق نفوذها , وان التغيير فى نظرية  القوة التى اختطفتها روسيا  حين احتلال القرم وضمها الى روسيا  قد تغيرت بوصول الرئيس رونالد ترامب  وعقليته الفوضوية فى الشؤون الدولية  وذلك من خلال الخروج عن وصاية او قرارت  مجلس الامن الدولى .ان عدم اللجوء الى الشرعية الدولية فى اتخاذ قرارات  اممية  قد تعكس وتؤسس لنهج جديد فى الشأن الدولى ( يمكن اناطلق علية عهد القوة المتنمرة) وهى اشارة صريحه الى انتهاء دور مجلس الامن الدولى  وهذا مؤشر خطير فى العلاقات الدولية  وهو ما سوف يؤدى الى فوضوية العلاقات الدولية .
 
وفى هذا السياق تواترت الانباء من قبل وزير الدفاع الامريكى ريكس تيلرسون ووزير الخارجية جيمس ماريس عن تجهيز مجموعات كبيرة من المسلحين حوالى 12 الف مسلح وادخال اكثر من 200 ظابط امريكى للتمهيد لانشاء اقليم حوران جنوب سوريا وعاصمته درعا وارى ان البعض استمرأ استمرار الازمة السورية  وفق المباراة الصفرية الغير محسومة  وهو ما سوف يؤدى الى استمرار عدم الاستقرار الامني والسياسي فى المنطقة  وبقاء سوريا ساحة معركة لتجاذبات اقليمية ودولية  وساحة للصراعات والحروب بالوكالة وملجاء لاوكار الارهاب العالمى والمستفيد الاول هو اسرائيل  حيث مصلحتها تقتضى اضعاف اطراف الازمة لان جميع الاطراف المتصارعه تعتبر خصما لها .
 
وعلى ضوء هذة المعلومات صرحت مصادر روسية رسمية  وتم ابلاغ  الادارة الامريكية  انها لن توفر غطاء فى حال مهاجمة القوات السوريه وحلفائها  هذا الاقليم  وخاصة ان ايران لا زالت تتوعد هى وحلفائها (حزب الله) بالرد  والانتقام  للايرانين الذين قتلوا عند اعتداء اسرائيل على مطار تيفور العسكرى واعتقد ان الخاسر الاكبر من نشوء منطقه كهذة هو اسرائيل فهى حيث ستكون الميليشيات المتحالفه مع النظام فى سوريا على الحدود مباشرة  مع اسرائيل بعد الانتهاء من معركة(اقليم حوران )على غرار حلب والمناطق الاخرى ,بداية ارى انه لن يكتب لهذا الاقليم  النجاح للاسباب التالية اولا  تماسك المؤسسة العسكرية السورية واجهزتها الامنية ,وثانيا ان نجاحات النظام فى حلب  والغوطة ودوما والعدوان الرباعى على مواقعه اعطى زخما للنظام وتعاطفا معاه ,واصبح اكثر تصميما على مواجهة خصومة الاقليمين  والدوليين  وخاصة بعد تصريح الرئيس بوتين  بتزويد سوريا بانظمة صواريخ متطورة(اس 300) للدفاع عن نفسها مما سبب قلقا وتوترا لدى اسرائيل  وغيرها . ما يهمنا فى هذه التحليل هو الاردن , فالاردن الذى استطاع ان يبقى بعيدا عن المستنقع السورى  رغم الضغوط العربية وخاصة الخليجية  والاصدقاء من اللاعبين الدوليين ورغم الاثار البالغة على البنية التحتية  والخدماتية  نتيجة اللجوء السورىي.
 
..استطاع الاردن ان يبقى على الحياد ( رغم عدم قناعة النظام السورى بذلك ) نأمل ان يكون دوره توفيقيا  وأن لا يتهم من اى من الجهات المتصارعة  بانه كان مع جهة  على حساب جهة اخرى ..سوريا ستعود وتنهض  وتتعافى من جديد  و نأمل ان يكون هنالك حل سلمى فى اطار الدولة المدنية  السورية التى تحفظ جميع الحقوق لابناء سوريا والتى تحافظ على وحدة وتراب سوريا ..فالاردن مدعو اكثر من وقت مضى للمساهمة فى الحل السياسي والانخراط فى المصالحه واعادة اعمار سوريا .
 
استاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد