مؤتمرون: رسالة عمان وثيقة عالمية

mainThumb

23-04-2018 04:39 PM

السوسنة - أكد علماء دين وقضاة وأكاديميون أن رسالة عمان وثيقة عالمية تحمل مشاعل النور والهدى والخير تصلح لعالمنا الحاضر ومستقبل الأجيال القادمة.

وأشاروا خلال فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط السنوي الأول حول سيادة القانون والدين: رسالة عمان في عالم متغير، الذي يعقد جلساته في كلية الحقوق في الجامعة الأردنية إلى أن الرسالة التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني تجسد الصورة الحقيقية للإسلام السمح البعيد كل البعد عن الارهاب والتطرف والغلو مؤكدين أن عمان ستظل محطة مضيئة تلتقي فيها الحضارات الإنسانية.

وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الأسبق الدكتور عبد السلام العبادي إن المذاهب الإسلامية الثمانية تعد مدارس فكرية وليست طوائف. 

وأضاف ان المؤتمر الإسلامي الدولي الذي دعا إليه جلالة الملك عبدالله الثاني في تموز عام 2005 لبحث مضامين رسالة عمان بمشاركة (170) من علماء المسلمين من (44) بلدا توافقوا على أن كل من يتبع تلك المذاهب مسلم لا يجوز تكفيره.

ولفت العبادي خلال ورقة علمية قدمها في الجلسة الأولى للمؤتمر أن رسالة عمان رسالة عالمية أثارت قضايا وموضوعات رئيسية عالمية، داعيا المسلمين إلى إحياء المشروع الحضاري الذي يوضح معاني الإسلام العظيم ويغطي البعد الإنساني .

وخلال الجلسة الاولى قدم المفتي العام للمملكة فضيلة الدكتور محمد الخلايلة دراسة بعنوان "الشروط الشكلية والموضوعية لإصدار الفتاوى في الإسلام"، لافتا إلى أن رسالة عمان بدأت بالحديث عن إبراز الصورة المشرقة للاسلام.

وقال الخلايلة إن الفتوى محور الخطاب الاسلامي المقدم للناس، مشيرا في السياق إلى ان رسالة عمان دعت إلى ضوابط للفتوى حتى لا يصدر أحد احكام وفتاوى متناقضة  وتشوه الإسلام السمح الذي يحرم القتل ودمار المجتمعات الإنسانية.

وأكد الخلايلة ان دائرة الافتاء وضعت معايير وضوابط لاختيار المفتيين الأكفاء للقيام بهذه المهمة الجليلة , وحذر من إصدار الفتاوى من غير المؤهلين لما تلحقه من ضرر بالناس باعتبار الفتوى بيان حكم الله في مسألة ما.

وتحدث في الجلسة المفوض الأوروبي الخاص لحرية الأديان الدكتور جان  فيغيل حول رسالة عمان من منظور أوروبي مشيرا إلى أن عمان شهدت حضارات قديمة ولها تاريخ زاخر في تطور الحياة الانسانية.

وقال إن للأردن الذي يقع في منطقة تسيطر عليها النزاعات المسلحة دورا انسانيا حول العالم، وأصبح ملجأ للنازحين لإيمانه الكبير في ترسيخ دعائم السلام العالمي والعدل والمسؤولية التاريخية.

وأشاد فيغيل بسمو مضامين رسالة عمان الداعية إلى احترام المعايير الأساسية لحقوق الانسان وإيجاد الأرضية المشتركة لقبول الآخر ومحاربة التطهير العرقي على أساس المعتقدات الدينية.

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور عمر العكور قدم عضو المحكمة الدستورية القاضي الدكتور نعمان الخطيب ورئيس المحكمة الشرعية العليا فضيلة الدكتور كمال الصمادي وقاضي محكمة استئناف عمان / المفتش في دائرة التفتيش القضائي الدكتورة نهاد الحسبان أوراق عمل تناولت في مجملها النظرة الدستورية والقضائية لرسالة عمان.

وأبان المتحدثون في الجلسة أن رسالة عمان أبرزت هدف رسالة الإسلام في تحقيق الرحمة والخير  للناس والتسامح ومحاربة التطرف والغلو وترسيخ مبادىء القانون.

وتناول المشاركون في الجلسة دور المحكمة الدستورية في حماية الحقوق والحريات العامة مشيرين إلى أن القيادة الهاشمية الحكيمة عملت على ترسيخ مبادىء الحق والعدل وحماية حقوق الإنسان وحرياته بما فيها المعتقدات الدينية.

وتناولت الجلسة الثالثة التي ترأسها نائب عميد كلية الحقوق الدكتور احمد الحياري "رسالة عمان ومعنى الجهاد " بمشاركة الدكتور بسام العموش والدكتور علي الصوا.

وأكد المتحدثان ان الجهاد القتالي لا يعلنه إلا ولي الأمر (الحاكم) باعتباره الأعلم في مصلحة بلده ومقدار قدراته ومدى طاقاته، وبالمقابل قدرات أعدائه وهو من يتحمل المسؤولية.

وأشارا إلى أن رسالة عمان حملت جملة من المضامين المهمة؛ فعلى سبيل الذكر لا الحصر علاقة المسلمين مع غيرهم من أتباع الديانات الواجب بناؤها على الاحسان والتعاون لبناء الحضارة الانسانية.

إلى ذلك قال عميد كلية الحقوق الدكتور فياض القضاة  رئيس اللجنة التحضيرية إن المؤتمر يسعى إلى تصويب فهم الناس لقواعد الإسلام، في ظل  تزايد صور الفهم الخاطئ للدين وحرية الدين خلافا لأحكام القانون واتساع جرائم التطرف والارهاب المرتكبة باسم الدين.

ويسعى المؤتمر وفقا للقضاة إلى التاكيد على أهمية دور الأردن وإسهاماته في دعم وتعزيز مفهوم الاعتدال والوسطية في الطرح الديني وفي دعم التشريعات الأردنية للحرية الدينية بدءا من الدستور.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد