الركلات الترجيحية - د.محمود العمر العمور

mainThumb

25-04-2018 03:37 PM

في مباريات كرة القدم؛ الجمهور الأغلبية متفرجون، لا يشاركون باللعب، إنما هم يشجعون؛ يهتفون ويصرخون، فإذا ما فاز فريقهم يفرحون ويصفقون، وإذا ما خسر يحزنون ويبكون.
 
 وأما من يصنع الفوز فهم القلة؛ اللاعبون على أرض الملعب، وحين ينتهي الشوط الأول والثاني من وقت المباراة الأصلي بالنتيجة السلبية، يُعمد إلى تمديد المباراة إلى أشواط إضافية، إلا أنها أقصر زمنا من الأشواط الأصلية، وإذا بقيت النتيجة سلبية فيُعمد إلى ركلات الترجيح، والتي يقل فيها عدد اللاعبين، وتعتمد على براعة جزء منهم، الذين سينفذون تلك الضربات، وبراعة حارس المرمى في التصدي لها.
 
       وهذا هو حال الأمة، الأغلبية جمهور المتفرجون، يشجعون فإما يصفقون ويفرحون لتحقيق هدف هنا أو هناك، ويحزنون ويبكون لخسارة هدف هنا أو هناك، واليوم في هذه الفترة من الزمن منذ سقوط الخلافة، ثم تفرق الأمة، واحتلالها من قبل المستعمر الأجنبي، وتقسيمها في سايكس بيكو، وحتى يومنا هذا وهي تعاني ما تعاني من تفرق وضعف وحروب خارجية وداخلية، فقد انقضى زمن الأشواط الأصلية، وزمن الأشواط الإضافية، وهي في مرحلة الركلات الترجيحية، والتي تعتمد على براعة بعض اللاعبين في التسديد نحو المرمى وتحقيق الهدف، وبراعة حارس المرمى في التصدي لكرات الخصم.
 
نعم... فمرحلة اللعب الجماعي والتعاون في تحقيق الهدف والدفاع عن شباك المرمى قد انقضى، وجاء دوركم أيها اللاعبون المتميزون، في التسديد وتحقيق الهدف، وفي التصدي لضربات الخصم، والأمة كلها تعتمد في فوزها أو خسارتها عليكم.
 
نعم... أنتم مستهدفون، ولكن لياقتكم، وذكائكم الفطري، وتدريباتكم ومتابعاتكم المستمرة، وبالتالي خططكم الحكيمة، هي من ستأهلكم للفوز.
 
 اللاعبون المتميزون: علماء الأمة المخلصون في شتى المجالات، مجاهدوها المخلصون في كل مكان،  نشطائها المخلصون على جميع الصعد، أنتم  أمل الأمة في الفوز اليوم، وما النصر إلا صبر ساعة.
 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد