لماذا لا نخشع في صلاتنا؟

mainThumb

29-04-2018 09:14 AM

إن الملاحظ والمتابع لصلاة معظم الناس في هذا الزمان، يجدها تفتقر لعنصر الخشوع وبهذا تصبح الصلاة مجرد حركات وطقوس.
 
إن أصل الصلاة الخشوع، فما المقصود بالخشوع في الصلاة؟ ولماذا لم نعد نخشع في صلاتنا؟ وهل الى الخشوع من سبيل؟ يعرف الخشوع لغوياً على أنّه الإنخفاض، والذل، والسكون، أمّا اصطلاحياً، فالخشوع في الصلاة يعني خشوع القلب ولِينه بين يدي الرحمن، الذي تتبعه فيه كافّة الجوارح والأعضاء.
 
وأنا أقول أن الخشوع هو الإستسلام التام للخالق بتصور عظمته وأنت بين يديه تناجيه، وهو كفيل بفصلك مؤقتا عن العالم المحيط بك.
 
إن مشاكل الحياة وملهياتها الكثيرة، وعدم تصورك لعظمة خالقك الذي تناجيه يجعل من صلاتك مجرد حركات تؤديها، حيث يكون ذهنك مشغول بعالمك المحيط بك، فقد تجد التلفاز يعمل والناس يتكلمون ويلهون من حولك وأنت تؤدي صلاتك المفروضة عليك.
 
إن الملاحظ والمتدبر لما يقوله الإمام قبل البدء بصلاة الجماعة في المسجد وهو صلوا صلاة مودع، كفيل لك بحفظ صلاتك وخشوعك، اذا أدركت معنى ما يقوله. إن صلاة المودع هي الصلاة التي لا بعدها صلاة وكأن روح من يصلي ستقبض أثناءها أو بعدها مباشرة، فهي صلاة الفرصة الأخيرة، فمن يعي ويدرك أو يتخيل هذا الموقف قبل تأديته لصلاته، تكون كفلا بحفظ صلاته والتركيز فيها وفصل النفس عن العالم المحيط أثناءها.
 
إن تذكر الموت وأنت في الصلاة، عامل اخر من عوامل الخشوع والخوف والتركيز. إن قراءة الفاتحة وما تيسر من القران بهدوء وترتيل وتدبير مع التنويع فيما تيسر من القران بين الصلوات، ومحاولة فهم النصوص التي تقرأها وتجويدها، تساعدك على الخشوع في الصلاة. إن قرأتك مع الإمام وبقلبك وإمعانك بما تقول، وعدم الحركة أثناء الوقوف يساعدك أيضا على الخشوع في الصلاة.
 
تخيل بأنه تم تحديد مقابلة لك مع مسئول أو مدير مهم وأن هذه المقابلة قد تغير نمط حياتك اذا نجحت فيها، بحصولك على عمل أو مركز، لذا تجدك تحضر لها مسبقا وتشتري لها أفضل الملابس،وتتخيل الموقف وتتدرب عليه طويلا، وقد تسجل لنفسك وتعيد الإستماع إليها، لتتفادى الأخطاء التي قد تقع بها أثناء المقابلة، وقد تطلب من أحد المقربين إليك أن يحاورك وكأنه المسئول. كل هذا من أجل مقابلة شخص لمكسب دنيوي، فكيف بك إذا كنت تناجي ملك الملوك ومن بيديه مفاتيح الخير، وسعادتك في الدنيا والآخرة مرتبطة برضاه عزوجل عنك وطاعتك لما أمر وبعدك عن ما نهى وزجر.
 
ان بعض السلف الصالح كانت تبتر يده أو قدمه التي تحتاج الى البتر أثناء صلاته ولا يشعر بذلك، لأنه خاشع وكأنه مخدر. النصيحة أن تحاول أن تؤدي صلاتك في المسجد جماعة او في حجرة بعيدة عن اللهو والإزعاج، وحاول أن تستذكر عظمة خالقك، وإحرص على أن تكون ملابسك نظيفة طاهرة، فلربما تستطيع أن تخشع في صلاتك في هذا العالم الذي أصبح فيه الخشوع شئ إفتراضي صعب المنال.
 
رحمنا الله وإياكم ووفقنا لما فيه خيرنا في الدنيا وفلاحنا في الآخرة.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد