دولة قطر:عين على التنمية وأخرى على العالمية فئة ذوي الإعاقة مثالا

mainThumb

30-04-2018 01:02 PM

تنحو دولة قطر في جميع المجالات، وفي شتى جوانب الحياة، للوصول إلى تقديم أرقى الخدمات، وعلى أفضل المؤشراتالعالمية، بحيث تسعى لتحقيق أقصى درجات التميزلكل ما تقدمه للمواطن والمقيم على أرضها، وهيترنوإلى استحضارأفضل الممارسات المعروفة عالميا؛تتنافس في ذلك مع أرقى الأمم،يحفزها إلى ذلك دائما قيادة شابة منفتحة وطموحة،وبتعاضد تام مع شعبها، كما تتطلعإلى المستقبل بثقة لتحقيقرؤيتها 2030، التي تجسد طموحا يثير الإهتمام،كخطوة جادة في محاولة الإمساك بمفاتيح التنمية المستدامة، مرورا بمحطةكأس العالم 2022،حيث تتآزرمفاصل الدولةكافةفيحركة نشطةلانجاز مشروعاته.
 
وإذا كان الإعلام في أي مجتمع يعكس صورته، ويعبر بموضوعية عن حراكه، فإنه يكفي أن تطالع صحيفة محلية، لتشعرأن البلد ينغمس في ورشة عمل عظيمة؛كلٌ يقوم بواجبهفي مجاله، منافسا على تقديم أحسن الأداء،ولا تتوقفالماكينة عن الهدير.
تعودت أن ابدأ يومي صباحا بقراءةأبرز العناوين في واحدة أو أكثرمن الصحف المحلية؛مااثار اهتمامي هذا الأسبوع عدد اللقاءات والمؤتمرات والفعاليات التي تحتفي بفئة ذوي الإعاقة،وتبرز أقصى درجات الإهتمام بهم،ما يميز هذه المناشطجميعا أنها تسعىإلى وضع هذه الفئة على قدم المساواة مع غيرها، لا على قدم المحاباة القائمة على التحيزالمغلف بالعطف،والوصول بهم إلى أعلى درجاتالتمكين،بمجاراة ما يطرأمن حراك عالميفي مجالات التعليم والتأهيل والتدريب، بل والترفيه أيضا.
 
على الصعيد الشخصي، حضرت جانبا من نشاطات المؤتمر الخليجي للتكنولوجيا المساعدة لمنطقة الخليج 2018،وقد كان مؤتمرا رائعا بمعنى الكلمة، نسبة للتنظيم،والامكانيات، وتنوع الموضوعات، واستحضار الخبرات العاملة في شتى مجالات التربية الخاصة،وكذلك تقديرالقائمين على تقديم الخدمة لهذا الجهد،يلتقون جميعا لتطارحأحدث ما يستجد منممارسات وتقنيات.
 
الفعاليات الي تستهدف ذوي الإعاقة، تتفاوت بين الإهتمام بفئة خاصة من فئات الإعاقة،أو مجال معينمتعلق بإحداها، فبعضها يركز على فئة طيف التوحد، وهناكنشاط أسبوع الصمحيث يبحث أحسن السبللتأهيل الصم للانخراط في العمل،أمّا المكفوفين فلهم حظهم من الإهتمام والتقدير، وفي الوقت ذاته احتفلت الجمعية القطرية لذوي الاحتياجات الخاصة بذكرى التأسيس السنوية، وهي أهم مؤسسة تقوم على رعاية الفئات المختلفة،كما لا يغيب عن الذهن أن هناك مؤسسات كبيرة وعديدة رسمية ومدنية تستحق الثناء،لا تبخل بالمساهمة وتقديم الدعم المادي والمعنوي لكل هذه المبادرات.
 
أذكر أنني كنت يوما في أحد المولات،أقف عند أحد الأقسام، فالتفتّإلى يميني، وإذا بجانبي أحداصحاب الكراسي المتحركة، توهمت للحظة أنه يجدر بي أن أعرض المساعدة، لاستدرك وأكتشف كم أنا موهوم حقا!،فالرجل يتصرف بثقة مثيرة للإهتمام،ووجهه يطفح بالابتسام،يعبر عن أقصى معاني السعادة والاقتدار،ثم لحظته يتنقل في السوق بأريحية ملفته دون أن يحس أحدأن هناك فرقاً.
 
تثبت هذه الأقلية الكبيرة من فئة ذوي الإعاقة كل يوم،أنها جزء اصيل من المجتمع، لها حقوق مثلما أنعليها واجبات، وهي تملك أن تنافح عن حقوقها وانجازاتها بنفسها،كما أنها تتمسك بالقيام بواجباتها، لا تقبل منّة من أحد،لكنّها تقدّر المساندة القائمة على الإيمان المطلق بدورها في التنمية المستدامة.
 
يُظهر الاهتمام بهذه الفئة من جانب الدولة ومؤسسات المجتمع جانبا مضيئا في الاحتفاء بقيمة الإنسان، وتعظيم شأنه،والعمل على تذليل كافة العقبات التي تحول دون تمكينه من آداء وظيفته في الحياة، وهذا لا يتخطّىأن يكون مجرد مثال لاحتفاء دولة قطر بكافة الفئات ومختلف أوجه الحياة.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد