صحيفة السوسنة الأردنية

الفاجعة والمعاناة الحقيقية للمنكوبين في قطاع غزة الصامد بوجه الإجرام، تجدها في ما كتبت أخصائية طب العقل والجسم هناك سهام نصر.

 

كلمات تبكي الحجر، وتخدش ضمير الإنسانية، وتظهر حجم التخاذل مع أبناء القطاع المحاصر، الذي يجود بأرواح أبنائه ودمائهم دفاعًا عن كرامة الأمة.

 

كل حرف خطته الخبيرة في الألم والمعاناة يبكي دمًا، كل حرف ينزف دمًا، كل حرف يضعنا أمام حجم الخجل والعار.

 

إلى متى سنبقى نكيل المدح والثناء لغزة وأهلها ونحن نشاهدهم يذبحون ؟ إلى متى سنبقى نراقب بورصة الشهداء والمصابين ونتباهى بها أمام شاشات التلفاز ؟ إلى متى ستبقى غزة تشرب الموت نيابة عن أمة ميتة ؟ إلى متى ؟ وإلى متى ؟

 

رسالة سهام نصر :

 

بدك حدا هلا يطلع يقول احنا جبارين احنا بنتكيف احنا متحملين ياعمي لا والله احنا مجروحين ومطحونين احنا بشر من لحم ودم ، دم طاهر نزف على الرمل وبين الأشواك هناك عالحدود ، دم اختلط بدموع الأمهات وغصة الآباء ، دم تصفى قبل ما يوصل مستشفيات مافيها قطن ولا شاش ، من رصاص قطع الأطراف وهتك الأعضاء قبل ما تتحمل على تكتك او كارة لانه مافي رفاهية سيارات الاسعاف الشحيحة او منقذين وضباط اسعاف ممنوعين من الوصول للجريح ،،،، احنا مش طالبين نعيش في سويسرا وناكل سالمون احنا عنا بحر ما بنقدر حتى نأكل منه سردين ،، الاكل بالنسبة لنا صار ترف ،، لكن والله ما تأقلمنا ولا تكيفنا ولا ٤ ساعات الكهربا في ال ٢٤ ساعة بتسمح للام تخبز لعيلتها الخبز سيبك من الكوي والمكيفات والبذخ اللي مش معمول حسابنا فيه ،،،، بدك حدا يطلع يقول شعب غزة شعب خارق ومتحدي ومش هامه شي ،، النكبة صارت بس في غزة والحروب بس ع غزة والقدس بس لغزة ،، يوم الشهيد لغزة ويوم الأسير لغزة ويوم الجريح لغزة ويوم اليتيم لغزة ،،،،، غزة شبعت من الحنظل وما بدها عسل ،، غزة بدها كلمة حق لانه طفح الكيل