خرزة زرقة

mainThumb

16-05-2018 12:11 PM

يقال أنه عندما كان أحدهم  يجر عربته بدلا من حصانه الذي مات  بعد ما ان عاصر كل مشقاته اليومية ،  فقد اوجد هذا الرجل حلاً مناسباً لينجز عمله وتتم مهماته اليومية بشكل إعتيادي ، وألا ليت كل الحلول سهله كهذا الحل ايها الرجل !  ،  وجد ان جر عربته سهلا فاستمر في جرها كل يوم ، الى أن أتى يوم  قد هبط سعر الحصان وأن هناك تنافس عليها لحتى أعطت قيمة لذلك الحيوان فقط لتشجيع الناس لشرائها، ومع هذا لم يبالي و لكن العناد وحب الجهاد لتوفير المال كان طبعا له فاتباع سياسة التحمل  ، فكان يردد مقولة "المذبوحة لا تخشى السلخ " وأستمر كل يوم بأقناع نفسه بأن لديه عضلات سيستفيد منها وأن عمره يسمح له بذلك و أن يتجاهل الناس وكلامهم ونظراتهم ، فأصبح يدخل السوق كل يوم محملاً بالبضاعة وكانت الفرحة في عينيه لا توصف اعتقادا انه ستنجح فكرته وسياسته، فاستمر عاما بعد عاما لأن أتاه الطلب على نفسه بدلا من بضاعته ، لكن من المضحك أنه  وضع على نفسه " خرزة زرقة " لرد العين عنه بدلا من يقيم نفسه من جديد ويعيد حساباته لتطوير نفسه  ! ، فربما إتبع سياسة إقتصادية غريبة لإنجاح ما كان يفكر به ، وربما ان هدفه توفير المال والاستفادة من جسده القوي ، لكن لم تأتيه الفكره أن سيكون عليه الطلب وان بضاعته مهما كانت نوعها فهي تشبه الكثير من بضاعة التجار المباعة عكسا عما كان يفكر فيه تماما . 
  وهذا حال سياساتنا الإقتصادية المحملة بثقل القرارات والضرائب لانها تجر الكساد على عربة إقتصادية لا نعلم الى أين ستذهب بحال التجار ، فالسوق الأردني الآن في وضع محرج جدا فيستثمر ما قيمته ألف دينار مثلا ليخسره بدلا من أن يربح ليزيد رأس ماله هذا على صعيد التاجر البسيط ما بال تجار الكبار واصحابي المولات  والمحال التجاريه والمؤسسات التجارية، وليس هناك دراسة جدية من قبل المسؤولين بوضع حال السوق الأردني ووضع حلول مناسبة لإنعاشة ، فالكل يتذمر من قلة البيع والشراء وكثرة الديون وكساد البضائع وأنهم اتبعوا سياسة تخفيض الأسعار فقط لجني رأس مال بضاعتهم ومع هذا لم يتحسن الوضع الراهن ابدا ، وبعد كل هذا ومع كل قرار يصدر برفع اي ضريبة على المواطن  كانت الحكومة تضع على نفسها خرزه زرقة  ، فمن الأولويات بان لا نخسر سوق الأردني بتجاره بمنتجاته وصناعته وزراعته وانقاذ ما يمكن انقاذه لتدور العجلة بل العربة نحو للاتجاه الصح .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد