تونس: مقاضاة «النهضة» بتهمة تسهيل الالتحاق بتنظيمات إرهابية

mainThumb

18-05-2018 01:54 PM

السوسنة - تسبب عرض شريط وثائقي من طرف قناة الشروق الجزائرية بعنوان «إرهابي تحت الطلب» في توجيه تهم ثقيلة لقيادات حركة النهضة التونسية بتسهيل التحاق عدد من الشبان التونسيين بالتنظيمات الإرهابية في بؤر التوتر كالعراق وسوريا، وهو ما خلف ردود فعل غاضبة من حركة النهضة، التي اتهمت قناة «الشروق» بعرض اتهامات وصفتها بـ«الخطيرة والباطلة والمجانية».

وقالت الحركة إن القناة الجزائرية عرضت شهادات مُعدة سلفا لمعتقلين تونسيين داخل السجون الليبية، مُرجحة أن تكون الشهادات قد أخذت منهم تحت التعذيب، معتبرة البرنامج «فيديو دعائيا» تعمدت القناة الترويج له للإساءة إليها.

وأوضحت حركة النهضة أن مقاييس النزاهة والحياد كانت تقتضي التواصل معها وطلب إيضاحات، ومنحها فرصة لتقديم وجهة نظرها وحقها المشروع في الرد والتوضيح، وإبراز الحقائق، حسبما ورد في بيان أصدرته الحركة.
في غضون ذلك، قدمت عبير موسى، رئيسة الحزب الدستوري الحر (إحدى قيادات حزب التجمع المنحل)، قضية ضد راشد الغنوشي، وحمادي الجبالي، وعلي العريض، والحبيب اللوز، بتهمة تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر. واستندت موسى في قضيتها على ما ورد في الشريط الوثائقي الجزائري من معلومات وشهادات حول كيفية التحاق الشباب التونسي بالجماعات الإرهابية خارج البلاد.
 
وفي المقابل، رفعت حركة النهضة بدورها قضية ضد قناة «الشروق» الجزائرية، التي اتهمت الحركة بتسهيل تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر.
 
وفي الشريط الوثائقي الذي تم عرضه، اتهم الإرهابيون في شهاداتهم الحكومة التونسية، التي تشكلت بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في أكتوبر (تشرين الأول) 2011، والتي تزعمتها آنذاك حركة النهضة، بتسهيل خروجهم من تونس، سواء عبر المطارات أو المعابر البرية، وأكدوا أنّ قيادات من الحركة كانت تشجعهم وتحثّهم على السفر إلى سوريا، قبل أن تتبرأ الحكومة من هذه الجمعيات بعد إعلان تنظيم أنصار الشريعة تنظيما إرهابيا محظورا.
وعلى الطرف الجزائري، استغربت ناهد الزرواطي، مديرة قناة «الشروق»، ردة فعل حركة النهضة على الفيلم الوثائقي المعروض في جزئه الأول، وأكدت على صفحات التواصل الاجتماعي أنها لم تتوقع أن تدافع الحركة بشراسة، وتنتفض ضد كل ما بث في الوثائقي، «رغم أنه لم یشخصها ولم یتهمها، بل عرض فقط شهادات تحدثت عن قیادات متورطة داخلها، وما الرد إلا دفاع عن هؤلاء حسب ما أفهم».
 
وأوضحت الزرواطي أن ما بثّته قناة الشروق لیس إلا الجزء الأول من الوثائقي، الذي سیكون متبوعا بأجزاء أخرى، وقالت بهذا الخصوص: «الجزء الأول ليس إلا نقطة في بحر.. وستكون هناك أجزاء ستحمل الأعظم قریبا».
في السياق ذاته، أكدت ليلى الشتاوي، عضو لجنة التحقيق حول شبكات تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر(تشكلت في يناير/كانون الثاني من السنة الماضية)، أهمية ما قدمه الفيلم الوثائقي من معطيات، لافتة إلى أنه من الممكن أن يتناول مكتب اللجنة ما ورد فيه، ويبحث كيفية الاستفادة منه في عملها.
 
وأكدت الشتاوي في تصريح إعلامي أن هناك عددا من الإرهابيين العائدين من بؤر التوتر «يوجدون حاليا في السجون التونسية، وما على اللجنة إلا أن تتجاوز البطء الكبير الذي يُميز تحركاتها، ومباشرة تحقيقاتها للوصول إلى معطيات تُحدد المسؤوليات، وتفضي إلى محاسبة المتورطين في هذا الملف».
 
يذكر أن الجدل حول الجهات المسؤولة عن تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر، والاتهامات المتكررة لحركة النهضة التي تزعمت المشهد السياسي من 2011 إلى 2014، اندلع منذ فترة طويلة، وما زال قائما إلى يومنا هذا. لكنها المرة الأولى التي يوجه فيها الإرهابيون أنفسهم أصابع الاتهام للحركة بشكل مباشر.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد