القدس في الوجدان - أ.د محمود الوادي

mainThumb

20-05-2018 05:44 PM

الحمد لله الذي بارك المسجد الأقصى... وبارك حوله، الحمد لله الذي حعلنا جيران المسجد اأقصى.. وجعلنا ممن يسكن أكنافه.
 
وإنّ فلسطين حاضرة في الوجدان والقلوب،وإنها لقضية محورية للعرب والمسلمين،ومسؤولية الدفاع عنها ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل هي مسؤولية الأمة جمعاء.
 
والقدس بمسجدها المبارك أمانة عند هذه الأمة، وقد نال شرفَ الوصاية عليها الهاشميون، فهم أولى الناس بالدفاع عنها،وحمايتها، وتخليصها ممن اغتصبها. وإن هذه المدينة المقدسة المباركة التي اختارها الله تعالى قلعة للصمود، لَتقف اليوم لِتستنهض المخلصين الغيورين من أبنائها والمنصفين في العالم كله، أن يخلصوها من الاحتلال البغيض، والانتهاكات المتكررة المؤلمة، وخاصة ما فعله الرئيس الأمريكي ترامب بعدّ القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لها.
 
وإدراكًا من الهاشميين لمكانة القدس، وضرورة الحفاظ عليها، ظل ورثة بيت النبوة يقدمون للقدس كل نفيس، فحظيت المقدسات باهتمامهم الدائم منذ عهد الشريف الحسين بن علي، حين كان الإعمار الأول للمقدسات، وتبعه الإعمار الثاني والثالث في عهد المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال، أما الإعمار الرابع فكان في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني الذي جدد منبر صلاح الدين الأيوبي، إضافة إلى ترميم بعض المرافق، ولم يكتف الهاشميون بذلك بل سعوا إلى خدمة المقدسات عبر مؤسسات عدة مثل : وزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية،ودائرة قاضي القضاة، واللجنة الملكية لشؤون القدس، وجمعية حماية القدس، وكلها مؤسسات اهتمت بشوؤن المقدسات تنفيذًالمقولة جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال :" إن القدس رمز الصمود، وجوهرة السلام، وهي عند الهاشميين وديعة حملوها، عهدةًعمريةً، ودما أردنيًا، ونضالًا قوميًا، وعلاقتنا بها فوق كل صغائر السياسة، لأنها مستندةٌإلى الدين والنبوة والتاريخِ والشهادةِ، وسوف نظل على العهد نفسه ندافع عن حق الأمة فيها".
 
ولا غرابةَ في أن يسلك الهاشميون هذاالطريق، ويجعلوا القدس، والأقصى تحديداً نصب أعينهم، فهم آل البيت الأطهار الذين أسري بجدهم الرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهم السائرون على درب الهاشميين الأوائل، المنطلقين من المبادىء الراسخة والمواقف الثابتة.
 
أيها الشباب..
 
كونوا كما أرادكم سيد البلاد فرسانًا للتغيير ...
 
أنتم اليوم أمل المدينة المقدسة بمسجدها الأقصى المبارك، أنتم من سيحمل مشاعل التحرير.. ليبدد ظلمات الاحتلال .
 
إننا نعاهد الله تعالى أننا لن نفرط بمقدساتنا وأرضنا .. وأن نعمل-ما حيينا- على تحريرها، وفاء لها ولأمانة الله، ولعهد عمر رضي الله عنه، وسيًرا على نهج قائد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله. وإننا نرفض المساس بالمسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة ونرفض بكل قوة انتهاكات المستوطنين، ومحاولات تقسيمها زمانيًا ومكانيًا. وإن مخططات العدو بمحو معالم المدينة المقدسة وطمس هويتها لن تمر أبدا..
 
إن التاريخ لا يتوقف ولن يتوقف.. ولقد عرفت هذه المدنية المقدسة الغزاة والطامعين ..ودفنت بعزتها كل من اعتدى على كرامتها.. وكما فتحها عمر وحررها صلاح الدين..فإنها تتهيأ-بإذن الله تعالى- لتحرير جديد.. فهي الأرض التي لا يعمر عليها ظالم.
 
والأردن يقف لخدمة هذه الأمة وعلى رأسها فلسطين في ظروف استثنائية، يظل فيها آمنا مستقرًا في وسط العواصف والأعاصير المحيطة به.
 
فليحافظ الجميع عليه، وليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف، وليكن كلّ منا حارسا أمينًا لهذا الوطن العزيز، حفظه الله أرضا وشعبا وقيادة، في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أيّده الله بالحق وحفظه ورعاه.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد