صحيفة السوسنة الأردنية

 كل يوم يوجه لي هذا السؤال : شو فيه ما فيه أخبار عندك يا محمد وانا مش عارف شو فيه ومش عارف حتى أجاوب على هذا السؤال..اينما ذهبت وفي أي مكان تواجدت يكون هذا السؤال امامي شو فيه ما فيه..

الحلاق قبل ان يضع المقص على شعري وقبل أن يسألني شو نوع القصه التي أريدها يسألني شو فيه ما فيه..حتى اللحام لم يسألني عن نوع اللحمه التي اريد شراءها بلديه او رومانيه بل يسن السكينه ويقول لي شو فيه ما فيه اخبار..اولادي يستقبلوني بكل حفاوه وكنت أظنهم يريدون أن يسالوني عن الشبس او البسكويت الذي أحضرته لهم ولكنهم سألوني شو فيه ما فيه يا بابا في البلد....

هل انا محطه انباء متنقله والكل يريد يعرف مني شو فيه ما فيه..انا لا اعرف اي خبر او حتى مبتدأ وأخر خبر أعرفه وعلى علم فيه خبر طلاق جارتنا من زوجها قبل عشرين سنه...

الضرائب تعصف بالمواطن والرفع يضرب مثل الأعصار جيوب المواطن واعتصامات في كل الشوارع ونوابنا الأعزاء يسألون شو فيه ما فيه شو مال المواطن مضرب...مجلس النواب لم يسأل الحكومه اي سؤال ولم يناقش اي قضيه تمس المواطن ولم يسأل الحكومه شو فيه ما فيه يا حكومه ليش قاعده ترفعي على المواطن..

تغيرت معطيات السؤال والجواب عن المنهج المرسوم عليه..كان من الأجدار بأن يسأل المواطن المجلس شو فيه ما فيه قضايا ومعضلات تمسنا ووضعتم يدكم عليها وأوجدتم الحل معها مع الحكومه..وكان من الأفضل لكم يا مجلسنا الموقر ان تضع سهام النقد في وجه الحكومه لتسألها شو فيه ما فيه اخبار تفيد وتريح هموم المواطن..هل اصبح على المواطن ان يأخد حقه بيده....لم نرى منكم يا مجلس النواب غير كلام أقل ما يقال عنه شو فيه ما فيه