حكومة الرزاز وتفاؤل في غير مكانه

mainThumb

14-06-2018 05:14 PM

لا شك أن هناك تفاؤل مبالغ به أكثر من اللازم حتى من أشخاص  اعتدنا أن نراهم دائما في الاتجاه المعاكس لكل حكومة ورأيهم أن الحكومات جميعها لون واحد  ، وكاتب هذه السطور من أنصار هذا الرأي .
 
لكن أرى أن هناك تفاؤل وصل لدرجة المبالغة في الحكومة الجديدة وأسبابه تعود لكره حكومة المخلوع هاني الملقي  الذي لم يرى الشارع الأردني أضعف منها ولا أكثر طاعة لصندوق الفقر الدولي ، حتى وصل الأمر أن يكون ذلك الصندوق المسمى دولي نفسه أرحم من حكومة الملقي حيث طلب عدم فرض ضرائب زيادة على الشعب الأردني في الوقت الذي كانت تلك الحكومة  تعد العدة  لتعديل قانون ضريبة الدخل  وفي الوقت الذي خرج الشارع الأردني عن بكرة أبيه  ضد ذلك القرار  قامت الحكومة برفع سعر المحروقات وتم إلغائه  ولم يعد الشارع إلا بعد خلع تلك الحكومة وإرسالها لكهف النسيان كأول حكومة أردنية يتم إسقاطها عبر الشارع في العقدين الأخريين .
 
لعل هناك زيادة بتفاؤل  الشارع بحكومة الرزاز رغم ماضي رئيسها والوظائف التي شغلها إضافة لذلك أنه أحد وزراء حكومة المخلوع هاني الملقي وهذا التفاؤل بحكومة الرزاز يضعها أمام مسؤولية كبيرة   ، صحيح أن إرضاء الناس غاية لا تدرك ولكن على هذه الحكومة اليوم عبء كبير، لأن إجبار الشارع الأردني على الخروج مرة أخرى سيكون له عواقب وخيمة وسقفه سيكون فوق ما يتوقع البعض  وأبسطها وهذا مطروح حتى الآن محاكمة الملقي وكل الفاسدين وهذا مطلب إصلاحي بالدرجة الأولى ، والدعم الخارجي  أتمنى أن لا يصيب  الحكومة الجديدة بغرور سياسي وبعض الدول الداعمة للأسف هي من اشترت الكثير من أرض الوطن وخاصة المناطق الإستراتيجية بحال البلاش مثل الميناء وأراضي الشاطئ وغيرها  ( وهي جزء من مأساتنا) ، ناهيك عن خوف تلك الأنظمة أن يصلهم حالة المد الثوري لو وصلت البلد لتلك النقطة .
 
لقد حذرنا كثيرا  من يأس المواطن وقلنا أن الثورة أو الانتفاضة قد يفجرها أبسط الأشياء في الأردن  وكانت حكومة الملقي قد تعاملت مع الشارع باستخفاف حتى  رأى النتيجة بعينه .
 
لذلك نحذر حكومة الرزاز من نفس المصير وعليه أن يبني بناء حقيقيا على تفاؤل الشارع به وأن تكون أولوياته محاربة الفساد واسترجاع  مؤسسات الدولة التي بيعت بحالة البلاش وإعادة النظر بكل الوظائف العليا التي احتلها أبناء كبار المسئولين وهذا يعتبر خيانة للأمانة العامة .
 
نحن متفائلون بحكومة الرزاز بثقافة رئيسها الواسعة   وأنه خرج من بيت عريق الثقافة والسياسة  مع أن هذه الحكومة وحتى لا نخدع أنفسنا جزءا من المنظومة التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه  ، ولكن خروج الشارع الأردني بذلك الزخم يعتبر رسالة سياسية إلى كل قادم للدوار الرابع مفادها عليك احترام الشارع وإرادة الشعب  وإلا  (.......) .
 
أما مجلس النواب فهو جثة تعفنت بانتظار الدفن ونطالب بإعادة الهيبة لتلك المؤسسة  المفترض أن تكون تشريعية وليس تسحيجية  وإلغاء ما يسمى  مجلس الأعيان نهائيا .
 
والأردن اليوم أمام مفترق طرق فهل تنجح حكومة الرزاز بوضع الوطن على الطريق الصحيح وهذا ما ننتظره  ونأمله ،  والغد لناظره قريب . 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد