حكومة الرزاز .. آمالها والهجوم المضاد عليها

mainThumb

17-06-2018 08:48 PM

السوسنة - خاص -  وجدت حكومة الدكتور عمر الرزاز نفسها تحت ضغوطات شديدة ، وربما قبل تشكيلها أي منذ كان الوزراء لا يزالوا مُرشّحين يتم تناقل أسمائهم ضمن تسريبات إعلامية ، وجدوا أنفسهم مُطالبين بتنفيذ الكثير من المهام ، وملاحقين من النشطاء عبر مواقع التواصل ومن المحتجين في العاصمة وفي مختلف المحافظات خطوة خطوة وكلمة تلو كلمة . 

لم يأتِ هذا الضغط من فراغ ، فالحكومة السابقة ، والتي أسقطتها احتجاجات شعبية مطالبة بتغيير النهج الاقتصادي ، تركت إرثا ثقيلا على كتف المواطن والوزير على حد سواء ، فحلّقت أحلام المواطنين بإحداث التغيير ، وتضاعف أملهم بقدوم حكومة تصنع المعجزات ، فوجد الوزراء أنفسهم أمام مطالب تنتظر منهم الإمساك بعصا سحرية .

قد يبدو أن السطور السالفة تتعاطف مع الوزراء ، وقد يبدو أنها تبرّر للمواطنين الحلم ، وتبيح لهم أن يفتحوا نوافذ أعمارهم على ريح مستقبل مليئة بالتطلعات الإيجابية ، ولربما كانت السطور السالفة تأخذ شيئا من كل شيء ، حتى أنها تتفهم التشاؤم الذي طغى على الرأي العام بعد الكشف عن التشكيلة الوزارية التي عُقدت عليها الآمال ، حيث لاقت بعض الأسماء سخطا شعبيا كبيرا ، ولكن فعلا واحد لم  يعكّر صفو المشهد الحضاري بقدر الاتهامات والشائعات التي راجت وتفشّت عبر مواقع التواصل .

ربّما لا نرضى عن وزراء بعينهم ، ربّما هم مكرّرون ومُستهلكون وفق ما تناقل الكثير من النشطاء ، لكن اغتيال الشخصيات أمر آخر ، واثارت الشائعات تفسد الود في مجتمع بني أساسه المتين على تلاحم أفراده ، دعونا ننتظر المستقبل وما تخبئه جعبة الحكومة للشعب ، ربّما استطاعوا أن يكونوا على قدر المسؤولية ، وربّما بلغوا بالشعب أعلى درجات أمانيه ،وربما سيحاولون بذل أقصى الجهد لأنهم يعرفون جيدا ضرورة البذل في هذه المرحلة ، ويعلمون معنى إرادة الشعب . 

 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد