الحرب النفسية الإعلامية في قصة - د.محمود العمر العمور.

mainThumb

15-07-2018 03:25 PM

يكون للكلمات المعاني التالية حيثما وردت في القصة:
 
الغولة: في قصصنا التراثية هي عبارة عن مخلوق مخيف من عالم الجن، تمتلك شعرا كثيفا على كل جسدها، ولها عيون مرعبة، وأسنان حادة، تأكل البشر والحيوانات.
 
الطبر: سلاح يشبه الفأس، يده قصيرة، يستخدمه الفلاح للتحطيب وعمل الفلاحة.
 
حدثني قريب لي: أنه فيما مضى من الزمان، حيث لا كهرباء ولا طرق ولا أجهزة، أنه يوما أراد أن يسقي بستانه ليلا، حيث يقع في واد خارج حدود القرية.
 
وعندما كان في طريقه الوعر النازل إلى البستان ساعة الغروب، لقي عجوزا من أهل القرية مغادرا الوادي صاعدا باتجاه القرية.
 
 فبادر العجوز بالسؤال: إلى أين أنت ذاهب؟
 
إلى بستاني أحتى أسقيه.
 
الآن وقد حل الليل؟
 
نعم... فأنا استمتع في العمل ليلا، ولا أخشى شيئا!.
 
يقولون أن هناك غولة ضخمة(بداية الحرب النفسية الإعلامية) كلها شعر من رأسها حتى قدميها، عيونها مخيفة، لها أسنان حادة، تأكل البشر، تسكن في كهف في هذا الواد(الوصف الدقيق لزيادة تأثير الحرب النفسية).
 
قلت في نفسي أن العجوز قد جعل الماء في السواقي باتجاه بستانه، وهو يريد أن يبقي الماء على شجره طوال الليل وحتى الصباح، فاخترع هذه القصة حتى يخيفني، وأعود ولا أخذ الماء باتجاه بستاني. (يقظة وحذر من الحرب النفسية).
 
يا عم أنا لا أصدق بهذه الخرافات، الغولة وغيرها، أنا مكمل طريقي إلى بستاني لأسقيه.
 
أنا حذرتك... وأنت حر في اتخاذ القرار.
 
 وقال متما قصته: حل الليل، وأنا أسقي بستاني، ولم يخطر ببالي أبدا ما حدثني به العجوز، ولكن بعد قليل... أصابني شيء من رذاذ الماء، ومع نسيم الوادي ليلا، شعرت بالبرد، وأخذ بدني يرتجف من البرد، فشعرت بالخوف وتذكرت حديث العجوز( عوامل طبيعية ساعدت في الحرب النفسية الإعلامية)، ثم فجأة خرج صوت مرعب من شجرة ضخمة في طرف البستان، فأصابني هلع شديد، وقلت في نفسي: هذه هي الغولة التي حدثني عنها العجوز، إنه صادق، ولقد ظلمته في اتهامي له، ستأتي إلي لتأكلني الآن.
 
فتمسمرت في مكاني من الهلع والخوف الذي أصابني، ولم أعد أستطيع الهروب من بستاني باتجاه القرية، بل لم أعد قادرا على الحركة من مكاني الذي أقف فيه( أصبح محاصرا في دائرة مغلقة للحرب النفسية، والتي بدأت في التأثير على اتخاذ القرار المناسب، وبالتالي القيام بالعمل المناسب)، يكاد الخوف يقتلني، والصوت ما زال يصدر بين الفينة والأخرى من نفس الشجرة، وأنا أنتظر الغولة أن تأتي لتأكلني، وأصبح كل حركة في أطراف البستان أتخيلها حركة للغولة في تقدمها نحوي، صوت حفيف الأشجار، خرير الماء( تبدأ الحالة النفسية تسيطر على العقل لتجره باتجاه النتيجة المرجوة من الحرب النفسية الإعلامية).
 
وهكذا بقيت طوال الليل متيقظا حذرا، خائفا مترقبا، أحمل معي سلاحي الوحيد(طبرا)، لا أدري هل سيفيدني في الخلاص من الغولة إذا هاجمتني؟ ( يبدأ الشك بقوته وقدراته وسلاحه)، ومع بزوغ الفجر؛ كدت أن أفقد وعي من الإرهاق والرعب، ظل الصوت في الشجرة مع حركة غريبة داخلها، وعند طلوع الشمس، واتضاح الرؤيا؛ أيعقل أن تبقى الغولة في داخل الشجرة دون أن تهاجمني؟ فتشجعت لأكشف المستور، فأقتربت من الشجرة بحذر شديد، ومعي الطبر، فنظرت فإذ بعنزة صغيرة قد سقطت من على الشجرة، فتعلقت قرونها بين أغصان الشجرة وتدلت غير قادرة على أن تخلص نفسها، فكان ما أرعبني هو بذاته مرعوب، وما ظننت أنه سيهاجمني هو من يحتاجني لإنقاذه.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد